الخميس 28 مارس / مارس 2024

فاجعة طنجة وكلفة الفساد

فاجعة طنجة وكلفة الفساد

Changed

وفاة 28 شخصًا قضوا غرقًـا بعد أن حاصرتهم السيول في وحدة صناعية أرضية غير مرخّص لها يعيد إلى الواجهة أسئلة كثيرة بشأن المسألة الاجتماعية، ومكافحة الفساد.

لا يزال الرأي العام المغربي يعيش على وقع الفاجعة التي هزّت مدينة طنجة الاثنين الماضي، بعد وفاة 28 شخصا قضوا غرقـا بعد أن حاصرتهم السيول في وحدة صناعية أرضية غير مرخّص لها. ويُعيد هذا الحادث المأساوي إلى الواجهة أسئلة كثيرة بشأن المسألة الاجتماعية، ومكافحة الفساد، وربط المسؤولية بالمحاسبة التي تعد أحد العناوين المؤسسة للعرض السياسي الذي قدمته السلطة في 2011.

كشفت فاجعة طنجة إفلاسَ النموذج التنموي، وعجزَ السلطة والحكومة والنخب والمؤسسات الوسيطة عن إيجاد حلول وبدائل لمواجهة الاحتقان الاجتماعي المتزايد

ولعل ما يلفت الانتباه في هذه الفاجعة وصف السلطات المحلية الوحدةَ الصناعية المعنية بـ''السرية''، ما اعتبره قطاع عريض من الرأي العام تنصّلا من المسؤولية القانونية والأخلاقية، وهروبا إلى الأمام، وإقرارا بسطوة الفساد وما يرتبط به من تحالف واصطفاف بين السلطة والمال، فلا يُعقل أن لا يصل إلى علم هذه السلطات وجود هذه الوحدة الصناعية التي تستقبل يوميا، وبشكل علني، عشرات العمال والعاملات الذين فرضت عليهم ظروفُ الحياة القاسية امتهان عمل يفتقد أدنى شروط السلامة الصحية والاجتماعية، فهذه الوحدة وإن كانت لا تمتلك ترخيصا قانونيا لمزاولة عملها، إلا أن ذلك لا يعني أن نشاطها كان سرّيا. وإذا أضفنا إلى ذلك أن وحدات ''سرية'' مشابهة تشتغل تحت طلب شركات نسيج كبرى مرخّص لها، ضمن استراتيجية الأخيرة لتخفيض تكاليف الإنتاج، فإن الصورة تغدو أكثر اكتمالا ودلالة.

كشفت فاجعة طنجة إفلاسَ النموذج التنموي، وعجزَ السلطة والحكومة والنخب والمؤسسات الوسيطة عن إيجاد حلول وبدائل لمواجهة الاحتقان الاجتماعي المتزايد. كما كشفت أهمية القطاع غير المهيكل في معادلة الاستقرار الاجتماعي والأهلي في المغرب، بما يدرّه في الدورة الاقتصادية من موارد، وبما يعنيه ذلك، أيضا، من غياب القانون والشفافية والمساءلة عن قنوات هذه الدورة. وعلى الرغم من أن هذا القطاع أضحى يشكل (حسب بيانات رسمية) حوالي 30% من الناتج الداخلي الخام، إلا أنه لا يتوازى مع سياساتٍ عموميةٍ تعمل على إدماجه في الدورة الاقتصادية، من خلال إصلاحات اجتماعية تنصبّ أساسا على التعليم، والتشغيل، والقضاء، والسياسة الضريبية، ومكافحة الفساد. وفي غياب هذه السياسات، فإن هذا القطاع يستمر في تكبيد خزينة الدولة خسائر مالية كبيرة بسبب التهرّب الضريبي واستغلال اليد العاملة.

لقراءة المقال كاملاً على موقع صحيفة العربي الجديد
المصادر:
العربي الجديد

شارك القصة

مجتمع - فلسطين
أطفال غزة
تهدف أنشطة الترفيه إلى إخراج أطفال غزة من الصدمات التي يتعرضون لها جراء الحرب- غيتي
شارك
Share

خلّف العدوان الذي ما زال مستمرًا بلا هوادة خسائر فادحة في صفوف أطفال غزة الذين استشهد منهم أكثر من 14 ألفًا.

مجتمع - العالم
اعتبر التقرير أن رقم "مليار وجبة" هو "تقدير متحفظ جدًا" و"العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير" - غيتي
اعتبر التقرير أن رقم "مليار وجبة" هو "تقدير متحفظ جدًا" و"العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير" - غيتي
شارك
Share

اعتبر تقرير أممي أن هدر الطعام ليس فشلًا أخلاقيًا فحسب بل إنه "فشل بيئي"، مبينًا أن لهدر الطعام "آثار مدمرة" على البشر والكوكب.

Close