يعيد دريد لحام رواية سيرته وإن كانت على هيئة حوار في إذاعة محلية فهو يلامس أهم مفاصلها وصنّاعها، ولا يستحي لحام في إنكار الأدوار المهمة لهؤلاء في نجوميته التي خبت وانكشفت بعد موت نهاد قلعي وابتعاده عن محمد الماغوط قبل رحيله.
يمر سريعاً على ذكر نهاد قلعي في أغلب حواراته وإن كان في بعض اللقاءات الخاصة قد استفاض في شتمه غمزاً حين قال لي (الكاتب) ذات يوم في مكتبه المجاور لمطعم ست الشام بدمشق: (كان يستدين مني ليلعب القمار ويشرب الويسكي بينما كنت أنا أجمع مالي ولا أبذره)، وكان حينها يتحدث عن وفائه لزملائه وعدم تخليه عنهم.
علاقته مع محمد الماغوط كانت ندّية لذا يحاول جاهداً أن يقدم نفسه كمساهم في إبداع الماغوط حيث قال في لقائه مع إذاعة المدينة أف أم: "وحول ما يقال بأن دريد لم يكن ليحقق أي نجاح لولا الماغوط، بيّن لحام: أنه لا يحب أن يقدم نفسه ككاتب ولكن الحقيقة هي أنه شارك بكتابة كل الأعمال المسرحية التي قدمها وهي غربة، ضيعة تشرين، كاسك ياوطن، وشقائق النعمان".
الأدهى من ذلك أنه ذهب لأبعد من المساهمة بل إنَّ النجاح الذي حصدته أعمال الماغوط كانت بسبب وجوده فيها، ويقدم دليلاً على ذلك مسرحية (خارج السرب) التي قدمها دون لحام فلم تحصد انتشاراً ونجاحاً كسابقاتها.
لكن ما نسيه دريد لحام في إنكاره الفج لفضل الماغوط هو أن يعدد ما هي الأعمال الناجحة التي قدمها بعد خلافه مع الماغوط، والتي تعكس انهياراً وسفاهة في كل ما قدمه على كل المستويات الفنية، والأدلة كثيرة على هذا الفشل الذريع شخصيته في مسلسل "أحلام أبو الهنا" وانتهاء بشارع شيكاغو.