كان على خشبة المسرح يطالب بالكرامة بطريقة الكوميديا السوداء المؤثرة وينتقد النظام الحاكم بشدة في عقر داره، ولكنه على أرض الواقع عندما نادى السوريون بالكرامة وقف إلى جانب الطاغية لأنهم بنظره تخريبيون والقائد حامي الحمى يقارع إسرائيل، وسقط أكثر عندما كشف وجهه الحقيقي في ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني فراح يمهد للتطبيع ويبسطه.
دريد لحام الذي اشتهر بشخصية "غوار الطوشه" صاحب "كاسك يا وطن" التي تنتقد بيع الوطن، اليوم يشارك في بيعه، فقد أثارت تصريحاته اللافتة حول التطبيع ردود فعل غاضبة حتى لدى جمهور الممانعة، عندما قال لشبكة سي إن إن العربية إن "التطبيع قادم وأنا لست ضده"، ولم تعدو الشروط التي عرضها لإمكانية التطبيع "بالعودة إلى المبادرة العربية في 2002" سوى كونها من أسطوانات الاستهلاك الإعلامي المتكرر.
يحطم دريد لحام كل نظريات "فصل الفن عن السياسة" ويقلبها رأساً على عقب، باعتبار الفن من البنى العليا لبناء الشعوب والمجتمعات ورقيّها، ويقدم نموذجاً بشعاً لفنان السلطة الذي يسخر شهرته لخدمة السياسة باعتبار هذه الأخيرة في بلادنا تختصر في تطويع القطيع بالقوة الوحشية والسجون وإطلاق الشعارات.