جيران الشخروب - ميخائيل نعيمة

زارت هذه الحلقة، بلدة بسكنتا في جبل صنين بلبنان، وتحديدا تلة ''الشخروب''، والمرتبطة أساسا بالأديب ميخائيل نعيمة، والذي لقّب أساسا بـ''ناسك الشخروب''، فحين عاد الأديب ميخائيل نعيمة إلى لبنان في عام 1932 من هجرته الأميركية، إذ كان أحد أعمدة أدباء المهجر والرابطة القلمية، استقر قرب مسقط رأسه بلدة بسكنتا في جبل صنين أحد أعلى الجبال اللبنانية ، وتحديداً على تلة تسمى ''الشخروب''، فبنى عرزاله هناك، واعتزل فيه قارئاً وكاتباً ومفكراً ومتأملاً.  وهناك ألّف عدداً كبيراً من كتبه، فلُقّب ''ناسك الشخروب''، هذا المعزل الخاص أو الكهف سُمّي ، جار الفضاء والقوى الميتافيزيقية كما كان يلقب أو كهف الشخروب والفلك ، وهو كهف طبيعي مكوّن من مجموعة من الصخور الشاهقة التي تعطي رهبة للمكان وتوحي لك أنك انتقلت عبر الزمن. ويروي أهل المنطقة أن كتابة نعيمة لنصوصه لا علاقة له بقدرات نعيمة وحده بل إلى قوى خارقة من الطبيعة ساعدته على ما كتبه، ويعزو البعض طول عمر نعيمة إلى طبيعة المكان.  ولا يزال سكان المنطقة يروون الروايات حول هذا الرجل الذي دعا ربه إلى أخذه بعد أن قطع التسعين، وهو فخر المنطقة ورمزها، حيث تم حفر تمثال نعيمة بالصخور تحت المنطقة الصخرية حيث قصد وكتب، ثم أن الرجل حوّل المنطقة إلى مقصد، تدر على البلدة أموالاً حسّنت أوضاعها الاقتصادية . نعيمة هو المكان والمكان هو نعيمة، إثنان في واحد، تأثير الأديب على المكان حماية له على مختلف الصعد.