خرج آلاف السودانيين المؤيدين للجيش السوداني، اليوم السبت، في مظاهرة احتجاجية بالعاصمة الخرطوم للمطالبة بـ"استرداد الثورة وتحسين الأوضاع المعيشية"، في وقت يواجه السودان أكبر أزمة سياسية في مرحلته الانتقالية الممتدة لعامين.
وجاء تنظيم المسيرة الاحتجاجية في ظل تصاعد التوتر بين المدنيين والعسكريين في السودان على خلفية انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى المدنية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة.
آلاف السودانيين يحتشدون أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، للمطالبة بـ"استرداد الثورة وتحسين الأوضاع المعيشية"#السودان #الخرطوم pic.twitter.com/LgxZK3FXFJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 16, 2021
"إسقاط الحكومة"
واحتشد الآلاف من المتظاهرين أمام القصر الرئاسي بالخرطوم ورددوا هتافات تطالب بـ"إسقاط الحكومة الانتقالية" و"استرداد الثورة" و"تحسين الأوضاع المعيشية".
وحمل المتظاهرون الأعلام الوطنية ورفعوا لافتات كتب عليها عبارات من أبرزها "الشعب الصابر جاع"، و"شعب واحد.. جيش واحد".
وكان تيار "الميثاق الوطني" بقوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم في السودان) قد دعا الخميس إلى تنظيم مسيرات احتجاجية للمطالبة بـ"استرداد الثورة".
وذكر التيار في البيان آنذاك: "سنلتقي بكم في الشوارع يوم السبت، في مواكب استرداد الثورة، لبث الحياة السياسية في السودان".
عرض سياسي لاحتواء غليان الشارع.. حمدوك يطرح خارطة طريق لحل الأزمة في #السودان pic.twitter.com/Cvf8iYmZCS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 16, 2021
خارطة طريق للحل
وأمس الجمعة، طرح رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك خارطة طريق مع الأطراف السياسية لإنهاء الأزمة المستمرة في البلاد، حيث اعتبر أن الخلافات ليست بين المدنيين والعسكريين، "بل بين من يريدون الانتقال الديمقراطي والذين يعارضونه".
وأشار حمدوك في خطاب متلفز إلى أن مرجعية التوافق هي الوثيقة الدستورية المتفق عليها، وأكد أنّ السودان يمر بأسوأ وأخطر أزمة تهدد مسار المرحلة الانتقالية، لكنّه شدّد على أنّه "لن يتهاون أو يستسلم لمحاولات إجهاض الفترة الانتقالية".
ويتقاسم العسكريون والمدنيون السلطة في تحالف لا يسوده الوفاق منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019.
لكن بعد محاولة انقلاب فاشلة في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي عزت السلطات المسؤولية عنها لقوى موالية للبشير، يطالب القادة العسكريون بإصلاحات لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير وللحكومة المدنية. غير أن القادة المدنيين اتهموا العسكريين بدورهم بالسعي للسيطرة على السلطة.