فاز رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان اليوم السبت بولاية ثالثة، متفوقًا بفارق كبير على منافسته المحافظة سوزان هول، بعد إعلان كل مناطق العاصمة نتائجها في الانتخابات المحلية.
وكان فوز خان، وهو الثالث له على التوالي، متوقعًا على نطاق واسع على الرغم من بعض الغضب العام بسبب وقوع جرائم طعن وسريان خطة "منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية"، التي يُفرض بموجبها رسوم يومية على سائقي المركبات القديمة والأكثر تلويثًا.
وصارت لندن الأحدث بين عدد من المجالس والبلديات التي يفوز بها حزب العمال في الانتخابات المحلية التي أجريت الخميس، وهو ما يلحق خسائر فادحة بحزب المحافظين الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ريشي سوناك.
فخور ويتشرف بفوزه
وتعهد خان (53 عامًا)، الذي صار أول رئيس مسلم لبلدية لندن في عام 2016، ببناء المزيد من المساكن الاجتماعية والعمل مع حكومة حزب العمال في المستقبل على دعم إمكانيات الشرطة.
وأظهرت النتائج فوز حزب العمال بأكثر من 180 مقعدًا ورئاسة 8 مجالس محلية إضافية، فيما خسر المحافظون نحو 470 مقعدًا و10 مجالس محلية على الأقل.
وفي خطاب ألقاه عقب إعلان النتائج، قال خان إنه "يتشرف" و"فخور" بفوزه، مضيفًا أنه يأمل بأن تكون هذه السنة عام "تغيير كبير" مع "حكومة عمّالية".
ورحب ريشي سوناك بهذا الانتصار وهنأ الفائز، معتبرًا أن ذلك دليل على أن المحافظين لا يزال بإمكانهم تغيير الاتجاه قبل الانتخابات التشريعية.
ويجسد رئيس بلدية لندن إحدى قصص نجاح العاصمة الإنكليزية التي تفتخر بتنوعها، حيث يحدد 46% من سكانها أنفسهم بأنهم آسيويون أو سود أو مختلطون أو "آخرون".
وصادق خان لا يفوت فرصة للعودة إلى جذوره المتواضعة والتحدث عن صيامه في رمضان، وعدم شربه للكحول ومحاولة تأدية صلواته يوميًا.
من طب الأسنان إلى دراسة القانون
ولد صادق خان في أكتوبر/ تشرين الأول 1970 لعائلة باكستانية هاجرت إلى بريطانيا، ونشأ مع أشقائه وشقيقاته الستة في حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن. وكان والده سائق حافلة ووالدته خياطة.
وفي سن 15 عامًا انضم إلى حزب العمال وانتخب عضوًا في مجلس بلدية واندسوورث في جنوب لندن عام 1994، المنصب الذي تولاه حتى 2006.
كان يرغب في بادئ الأمر بأن يدرس العلوم لكي يصبح طبيب أسنان، لكن أحد أساتذته لمس براعته في النقاش والمواجهة ووجهه نحو دراسة القانون.
وبالتالي، درس المحاماة وتخصص في قضايا حقوق الإنسان وترأس على مدى ثلاث سنوات منظمة "ليبرتي" غير الحكومية.
وفي 2005 تخلى عن مهنة المحاماة وانتخب نائبًا عن توتينغ. وبعد ثلاث سنوات، عرض عليه غوردن براون منصب وزير مكلف شؤون المجموعات ثم حقيبة النقل في السنة التالية. وأصبح أول مسلم يتولى حقيبة في حكومة بريطانية.
وعندما سأله قصر باكنغهام عن الكتاب المقدس الذي يريد أن يقسم عليه، عرض إحضار مصحفه. وترك صادق خان نسخته في القصر، على أمل أن يستخدمها "خلفه".