تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الإثنين، الفشل الإسرائيلي في حرب غزة وانعكاساته على العلاقات الإسرائيلية الأميركية.
وكتب جاسون بورك مقالًا في صحيفة "الغارديان" عن الفشل العسكري الإسرائيلي في شمال غزة، وقال: إن "الاشتباكات الجديدة في شمال غزة تؤكد فشل الجيش الإسرائيلي في تأمين جزء كبير من الأراضي، بعد حملة جلبت دمارًا هائلًا، وتشريد نحو مليوني شخص".
وأضاف أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية تنتقد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفشله في إدارة الحرب، وأن خططه تترك فراغًا أمنيًا فوضويًا يساعد حماس على استعادة سيطرتها على الشمال"، حسب قوله.
وتابع أنه "بالإضافة إلى الخسائر على الأرض، فإن المخاوف تتزايد بشأن الثمن الدبلوماسي الذي ستدفعه إسرائيل، على الرغم من تعهد نتنياهو بأنهم سيحاربون وحدهم إذا لزم الأمر".
وختم الكاتب قائلًا: إن: "التلويح المستمر بقرب اجتياح رفح يزيد من التوتر القائم بين تل أبيب وواشنطن، كما يثير قلق عديد من الدول والمنظمات الدولية".
الخلافات الأميركية الإسرائيلية بعد حرب غزة
وفي صحيفة "الغارديان" البريطانية أيضًا كتب Patrick Wintour عن تصاعد حدة الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، مشيرًا إلى أن انتقاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لتزايد أعداد الضحايا المدنيين في غزة، يمثل دليلًا على تزايد الانتقادات العلنية التي توجهها إدارة بايدن لإسرائيل.
وأضاف أن تصريحات بلينكن تشير إلى أن واشنطن لن تتراجع في مواجهة التحدي الإسرائيلي، بشأن خطتها لإخلاء رفح بالقوة واجتياحها.
وتابع أن واشنطن لا ترى حتى الآن أي خطة إسرائيلية صادقة لحماية المدنيين في رفح، وإمكانية تأمينهم قبل العملية العسكرية المتوقعة هناك.
وختم بأن بريطانيا قد تسير على خطى الولايات المتحدة بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في حال إصرار حكومة نتنياهو على اجتياح رفح من دون ضمان أمن المدنيين.
مواجهة بايدن مع نتنياهو
أما في صحيفة "واشنطن بوست" فرأى الكاتب إي جي ديون أن مواجهة بايدن مع نتنياهو حتمية، وأن حجب الدعم العسكري عن اجتياح رفح، سلط الضوء على الخلافات العميقة والمصالح السياسية المتضاربة بينه وبين نتنياهو.
وأوضح الكاتب أن "قرار بايدن لا يعكس موقفًا شخصيًا وسياسيًا بشأن الصراع فحسب، بل يتماشى أيضًا مع إستراتيجيته الأوسع في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن لنتنياهو سوابق في توتير العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل الإدارات الديمقراطية، خاصة خلال رئاسة باراك أوباما، فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران وسياسات الاستيطان في الضفة الغربية.
واعتبر أن الصراع مع بايدن يضع نتنياهو في موضع محفوف بالمخاطر، وربما يقوض بقاءه في السلطة، إلى جانب استئناف محاكمته بتهم الفساد إذا أطيح به.
وفي تقرير لمراسلي صحيفة "وول ستريت جورنال" حديث عن تغطية الإعلام الإسرائيلي للحرب على غزة، المغايرة تمامًا لما يراه ويسمعه بقية العالم.
وقالت: "بشكل ملحوظ تختفي الصور والنقاشات عن الضحايا والدمار الهائل في غزة من وسائل الإعلام الإسرائيلية. وعلى الرغم من توفر الصور والقصص عن المأساة في غزة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن العديد من الإسرائيليين يتجنبون التعرض لها.
وأوضحت الصحيفة أن التلفزيون الإسرائيلي لا يزال يؤدي دورًا كبيرًا في توجيه الرأي العام، في حين قيدت معظم وسائل الإعلام نفسها بأشكال من الرقابة الذاتية.
ورأت الصحيفة أن هذه السياسة جزء من تحول أوسع وطويل الأمد في وسائل الإعلام الإسرائيلية والمشاعر العامة نحو اليمين.