الإثنين 17 يونيو / يونيو 2024

بعد 4 سنوات في المنفى.. عودة نواز شريف إلى باكستان لخوض الانتخابات

بعد 4 سنوات في المنفى.. عودة نواز شريف إلى باكستان لخوض الانتخابات

Changed

أكد نواز شريف استعداد حزبه لخوض الانتخابات في باكستان
أكد نواز شريف استعداد حزبه لخوض الانتخابات في باكستان- غيتي
أعد أنصار نواز شريف تجمّعًا حاشدًا لاستقباله في لاهور عاصمة إقليم البنجاب، معقله الانتخابي، والتي من المقرر أن يتجه إليها بعيد وصوله.

عاد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف إلى بلاده، اليوم السبت، بعد حوالي أربع سنوات في منفاه الاختياري في لندن بسبب متاعبه القضائية، في محاولة لإعادة حزبه إلى السلطة خلال انتخابات يناير/ كانون الثاني.

وعرضت قنوات تلفزة محلية لقطات مباشرة لهبوط الطائرة التي تقل شريف في مطار إسلام آباد.

وتأتي عودة الرجل المقيم في المنفى منذ العام 2019، والذي كان رئيسًا للوزراء ثلاث مرّات، في وقت يقبع فيه منافسه الرئيسي عمران خان في السجن منذ أغسطس/ آب، وجرّد من أهلية خوض الانتخابات لمدة خمس سنوات.

وكان شريف قال في تصريحات قبيل إقلاع طائرته: "نحن مستعدّون للانتخابات بشكل تامّ، بلادنا التي كان يجدر أن تكون في قمة الازدهار، تراجعت". وسأل: "كيف وصلنا إلى هنا؟".

وأعد أنصار شريف تجمّعًا حاشدًا لاستقباله في لاهور عاصمة إقليم البنجاب، معقله الانتخابي، والتي من المقرر أن يتجه إليها بعيد وصوله.

خوض الانتخابات

وكان شريف في دبي في الأيام الأخيرة وغادرها السبت في طائرة مستأجرة مع عدد كبير من الصحافيين على ما ذكرت وسائل إعلام باكستانية، كما تم نشر أكثر من سبعة آلاف شرطي لاحتواء الحشود المتوقعة في "غريتر إقبال بارك" حيث يقام الاستقبال الشعبي في وقت لاحق على ما أفاد ضابط في المكان.

ويعوّل حزب "رابطة مسلمي باكستان - جناح نواز" على خبرة نواز شريف وحسّه العملي، للفوز في الانتخابات التي أرجئت إلى نهاية يناير/ كانون الثاني.

غير أنّه لا يزال محكومًا عليه بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة الفساد، التي يعود تاريخها إلى العام 2018، وكان قد أمضى جزءًا من هذه العقوبة فقط.

وأصدرت محكمة في إسلام آباد يوم الخميس إفراجًا استباقيًا، بكفالة عنه حتى 24 أكتوبر/ تشرين الأول، في خطوة ستجنّبه التوقيف لدى عودته إلى البلاد.

وكان شريف قد عُزل من منصبه بتهمة الفساد عام 2017 من قبل المحكمة العليا، بعد الكشف عن عقارات فاخرة تملكها عائلته عبر شركات قابضة خارجية. ومنعته المحكمة العليا نفسها من شغل أيّ منصب سياسي مدى الحياة. غير أنّه نفى أن يكون ارتكب أيّ مخالفات، مندّدًا بمؤامرة من قبل الجيش تهدف إلى تسهيل فوز عمران خان في الانتخابات. وقد أصبح خان بعد ذلك رئيسًا للوزراء.

ولكي يعود، اضطر إلى أن يخفّف من انتقاداته للجيش كي يحصل منه على ضمانات بعدم إلقاء القبض عليه، وفق محلّلين.

السلطة والجيش

بعد إدانته في ديسمبر/ كانون الأول 2018، سُجن نواز شريف لمدّة 10 أشهر. ثمّ أُطلق سراحه لأسباب طبية وسُمح له بالسفر إلى لندن لعدّة أسابيع لتلقّي العلاج. ورغم عدّة استدعاءات للمثول أمام المحاكم الباكستانية، إلّا أنّه بقي في لندن، حيث واصل قيادة حزبه في الكواليس.

وانضم حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز" إلى منافسه القديم "حزب الشعب الباكستاني" التابع لعائلة بوتو، الذي يهيمن أيضًا على السياسة الباكستانية منذ عقود، للإطاحة بخان من خلال مذكرة حجب الثقة في أبريل/ نيسان 2022.

ونجح الحزب في إيصال شقيق نواز، شهباز شريف، إلى السلطة، فأشرفت حكومته على تعديلات قانونية، شملت تحديد الفترة التي يمكن خلالها تجريد النواب من أهلية خوض الانتخابات بخمس سنوات، تمهيدًا لعودة شقيقه.

من جهته، عزا عمران خان (71 عامًا)، المسجون والمتهم بتسريب وثيقة سرية، إسقاطه إلى الجيش. ومنذ ذلك الحين، تم  توقيف الآلاف، الأمر الذي أدى إلى إضعافه إلى حدّ كبير.

ويبقي حزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز، الغموض حول ما إذا كان نواز أو شهباز الذي يعتبر أكثر قربًا من الجيش، سيقود الحزب إلى الانتخابات المقبلة، التي تتولى حكومة مؤقتة مسؤولية تنظيمها. ولكن سيتوجّب على حزبهما أن يعمل على استرضاء الشعب الذي أرهقه الارتفاع الكبير في معدّلات التضخّم طيلة أشهر عدة.

ولا يزال نواز شريف يتمتّع بشعبية كبيرة في البنجاب، في أوساط الأعمال وبين الطبقات الأكبر سنًا. لكنّ جيل الشباب، الذي سئم رؤية الأشخاص أنفسهم يحتكرون السلطةً، يفضّل عمران خان.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close