دعم دائم.. إليك تاريخ المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل
يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تعتزم توسيع رقعة الخلاف مع حليفتها إسرائيل ولا مع الجمهوريين في الكونغرس، فيما يتعلق بالحرب على غزة ودعم الاحتلال بالأسلحة والمساعدات العسكرية.
فالبيت الأبيض يبادر بتجهيز صفقة أسلحة جديدة لإرسالها إلى إسرائيل، تزيد قيمتها عن مليار دولار وفق ما نقلته صحيفة "الوول ستريت جورنال".
تسليح إسرائيل
في التفاصيل، فقد أخطر البيت الأبيض الكونغرس الأميركي بخطته تجهيز حزمة أسلحة جديدة لتل أبيب، مستبقًا تصويتًا متوقعًا على مشروع قانون يضغط باتجاه إجبار بايدن على إرسال الأسلحة المجمدة إلى الاحتلال الإسرائيلي.
فيأتي هذا المشروع كرد فعل جمهوري على قرار جو بايدن الأخير إيقاف شحنة قنابل مؤقتًا إلى إسرائيل، وتلويحه بحجب أسلحة إضافية في حال مضت قدمًا باجتياح رفح بريًا.
وبينما يبدي بايدن ليونة أكبر نحو الاستجابة لمطالب الكونغرس، يهدد على الناحية الأخرى باستخدام حق النقض "الفيتو" الرئاسي بوجه القانون.
ويقول البيت الأبيض إنه محاولة لتقييد صلاحيات الرئيس، في ضمان تماشي المساعدات الأمنية مع أهداف الأمن القومي وسياسة واشنطن الخارجية.
وما بين الشد والجذب بين الإدارة الأميركية والجمهوريين، يبقى التصويت معضلة على الديمقراطيين الذين يحاولون، حسب زعمهم، الموازنة بين دعم إسرائيل وتقليل الخسائر المدنية في صفوف أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى رفح، التي تهدد إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية فيها.
تاريخ المساعدات العسكرية لإسرائيل
ومع تحرير الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل في خضمّ الحرب الجارية على غزة، تستكمل واشنطن محطاتها التاريخية التي كان فيها السلاح الأميركي داعمًا حقيقيًا في حروب إسرائيل منذ قيامها على أرض فلسطين عام 1948.
فقد وصلت قيمة السلاح الأميركي الذي استعملته إسرائيل خلال حروبها السابقة إلى نحو 159 مليار دولار، بحسب دراسة صدرت عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس.
وكان اتفاق الدعم اللوجستي الثنائي، الموقّع بين واشنطن وتل أبيب عام 1952 وثيقة ترسيم هذا الدعم الأميركي المطلق، فيما كانت حرب 1967 تأكيدًا على التزام واشنطن بالاتفاق، عقب إنهاء فرنسا علاقاتها الأمنية مع إسرائيل.
وشكلت حرب عام 1973 مرحلةً بارزةً في الدعم العسكري الأميركي، من خلال جسر جوي انطلق من قاعدةٍ بحرية أميركية في ولاية فرجينيا واستمر لأكثر من 30 يومًا.
واستعملت إسرائيل في هذه الحرب 22 ألف طن من السلاح الأميركي، بقيمة مليارَي دولار.
ومنذ عام 1984، استحدثت الولايات المتحدة ما يعرف بمخزون الطوارئ الأميركي في إسرائيل، بينما قامت إدارة الرئيس جورج بوش الأب بتغيير شروط المخزون عام 1989، فأتاحت لإسرائيل أيضًا استخدامه في حالات الطوارئ.
وهو ما طبّقته تل أبيب أثناء حرب صيف 2006 على لبنان، وأثناء الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.
ومع تصعيد المواجهة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية منذ 2006، قدمت واشنطن نحو 3 مليارات دولار لشراء بطاريات وصواريخ القبة الحديدية، ونحو 2.4 مليار دولار لتطوير نظام "مقلاع داود"، و4.5 مليون دولار لتطوير منظومة "السهم- أرو" للدفاع الصاروخي.
ومع الحرب الجديدة الجارية على غزة، صدّق الكونغرس الشهر الماضي على قانون يمنح إسرائيل 14 مليار دولار إضافية من المساعدات العسكرية.
ووصل منها خلال الساعات الأخيرة، ذخيرة دبابات ومركباتٍ تكتيكية وقذائف هاون، بقيمة مليار دولار أميركي.