تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان موجة غضب واسعة بعد تسريب مقاطع فيديو مصورة تظهر ممرضات في واحدة من أشهر مستشفيات العاصمة بيروت وهن يقمن بأفعال مشينة وإساءة بحق المرضى.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت بكثافة على مواقع التواصل، ممرضات وهن يقمن بترويع المرضى عبر إصدار أصوات مخيفة عبر مكبرات الصوت لترويع المسنين في المستشفى، أو بالتسلل إلى ممرات المستشفى خلسة لتخويف المرضى وتوثيق ذلك بالفيديو مع ضحكهن.
بيان الإدارة
وبعد انتشار تلك المقاطع، التي أظهرت الممرضات العاملات في مستشفى المقاصد الخيري الإسلامي، الذي يعد واحدًا من أعرق وأقدم مستشفيات العاصمة بيروت، أصدرت الإدارة بيانًا أكدت فيه طرد المشاركات في مقاطع الفيديو، موضحة أن الحادثة وقعت منذ شهرين، وقد اتخذت الإجراءات بحق الممرضات سريعًا.
وقالت إدارة المستشفى في بيان: "لقد نالت المرتكبات لهذا العمل المشين والمخجل عقابهنّ، وتم صرفهنّ من عملهنّ منذ أكثر من شهرين وفور علمنا بالموضوع، لعل ذلك يكون رادعًا لعدم تكرار مثل هذه الانتهاكات الصبيانية".
وأدانت إدارة المستشفى في البيان "التصرفات المشينة التي أقدمت عليها بعض الممرضات اللواتي تصرفن بما يخالف أبسط معايير مهنة التمريض، وتمّ تصويرهن ونشر الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يترك الأثر السلبي في مهنية عدد كبير من الممرضين والممرضات، وتفانيهم في خدمتهم والملتزمين بأصول رسالتهم الإنسانية السامية وأدبيتها".
وفي ختام البيان، قالت الإدارة إنها "تتوجه بالاعتذار من أهلها وناسها، وتعد باتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها ضبط حركة طاقمها التمريضي وتعامله مع مرضاها، التي لا ترجو لهم إلا أن يكونوا معززين مكرمين، يتلقون علاجهم ويُستشفون بكل بود واحترام ومهنية وإنسانية".
مناشدات لوزارة الصحة
وكانت صحيفة "النهار" قد أشارت إلى أن إحدى الممرضات التي ظهرت في الفيديو نفت ما نسب إليها، وقالت إنها كانت تمزح مع أحد أفراد عائلتها، زاعمة أن هناك من دبر تسريب هذا الفيديو "للانتقام".
وطالب بعض الناشطين وزارة الصحة بالتحقيق بالحادث، بمعزل عن إجراءات المستشفى بحق الممرضات، وعلق الناشط شوقي الحاج على منصة "إكس" بالقول: "العمل المشين للممرضات في المقاصد، يتنافى مطلقًا، مع رسالة التمريض، ولهذا يستوجب أيضًا تحرك وزارة الصحة العامة، وإلغاء إذن ممارسة المهنة لهن".
ناشطة تدعى ندى كتبت في المنصة نفسها: "الإساءة للمسنين ظاهرة صحية ونفسية خطيرة، ومهما كانت الأسباب والضغوط فهذا الفعل الشنيع هو من أخطر مظاهر اللاإنسانية وهو أسوأ حالات استغلال القوة، أمام ضعفه وعجزه، الأفعال تعود لأصحابها ولو طال الزمن، ومن لا يَرحم، لا يُرحم".