بعد إقراره في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل قرابة 9 أعوام، يُحتفل باليوم العالمي لليوغا في الحادي والعشرين من يونيو/ حزيران لكل عام.
فاليوغا التي نشأت في الهند بوصفها أحد أشكال التمارين التي تركز على استقامة وضع الجسم، باتت اليوم واسعة الانتشار من حول العالم.
وضعياتها المختلفة ومنها القارب، والقوس، والشجرة، والغراب تُمارَس على نطاق واسع، بما في ذلك داخل مركز اعتقال للأحداث في المكسيك ولمساعدة الجنود من ضحايا الألغام في كولومبيا.
ولا يتوقف مدرّبو اليوغا عند حدود تعداد فوائدها في تحقيق صفاء الذهن وتخفيف القلق وتحسين المزاج، بل يشيرون إلى آثار أخرى منها على مستوى ضغط الدم وعند الولادة.
وكانت مدربة اليوغا ميسم غانم، أشارت في إطلالة عبر "العربي" إلى آثار اليوغا على كل من الجهاز العصبي والهضمي.
اليوم العالمي لليوغا
بناء على مشروع تقدّمت به الهند قبل أعوام، بات 21 يونيو اليوم العالمي لليوغا. وباكورة الاحتفالات بالمناسبة سُجلت في العام 2015.
ولم ينته الأمر هنا، ففي العام 2016 أدرجت منظمة اليونسكو اليوغا في قائمة التراث غير المادي للبشرية.
ورغم حداثة هذه الخطوات، إلا أن اليوغا تمتد لأصول تاريخية قديمة في الفلسفة الهندية. وبحسب وكالة "فرنس برس"، يقدر الباحثون الهنود عمر اليوغا بخمسة آلاف سنة، استنادًا إلى نقوش حجرية تظهر وضعيات لهذه الرياضة، وتعاليم اليوغا في النصوص الهندوسية القديمة.
إلى ذلك، تعني كلمة "يوغا" التي تأتي من السنسكريتية، الضم أو الاتحاد، وهي ترمز إلى اتحاد الجسد والفكر، وفق ما يرد في الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة.
وتتعدد أنماط هذه الممارسة، التي تُعد رياضة للجسم والعقل في آن، فتجمع بين تقنيات التنفس والاسترخاء والتأمل والحركات الجسدية.
وبينما تفوق أنواع اليوغا المئة، يضم بعضها حركات سريعة ومكثفة، فيما تتتالى الحركات في أخرى جامعة الراحة والاسترخاء.
وتشدد المعالجة باليوغا إميلي غولد، على مدى أهمية وجود أنماط مختلفة من اليوغا، عازية ذلك إلى كون الناس غير متماثلين ومختلفين للغاية، لذا لا يمكنهم ممارسة أسلوب اليوغا نفسه.
إقبال متجدد على ممارسة اليوغا
وبالعودة إلى فوائد اليوغا على الصحة، فهي متعددة، ومنها المساعدة في الحماية من آلام الظهر بالنظر إلى كونها تزيد من مرونة وقوة الجسم، والتقليل من التوتر والمساعدة على الاسترخاء.
كما يندرج ضمن الفوائد التقليل من آثار التصلب المتعدد والمساعدة على تحسين التنفس.
وقبل قرابة عقد من الزمن، أظهرت دراسة سريرية أن اليوغا تحسن بوضوح النوم ونوعية الحياة لدى ناجين من السرطان.
هكذا وبالنظر إلى تلك الفوائد وأخرى، تشهد اليوغا إقبالًا متجددًا في العقدين الأخيرين، وبات ملايين الأشخاص من حول العالم يمارسونها يوميًا. ويحرص العديد من السياح على زيارة الصوامع الخاصة بها في الهند.
وبينما تتنوع مساحات ممارسة اليوغا بين الداخلي والخارجي، تقول مدربة اليوغا ميسم غانم إن ممارستها في الخارج تساعد على التواصل بشكل أفضل مع الطبيعة وتنشق هواء أنظف.
موقف سلبي من هذه الممارسة
على الرغم من أن الاحتفال باليوم العالمي لليوغا، إلا أن ذلك لم يلغ واقع أن البعض ينظر إلى هذه الممارسة بطريقة سلبية، مبررًا موقفه بأنه "لا يمكن فصل اليوغا عن المعتقدات الهندوسية".
على سبيل المثال، لم يكن من المسموح تعلم اليوغا في المدارس العامة بولاية ألاباما الأميركية حتى العام 2021.
ومع صدور قانون جديد أتاح للتلاميذ تعلمها بعد 3 عقود من الحظر، إلا أنهم ما زالوا غير قادرين على تقديم تحية "ناماستي" التقليدية لمدرّبهم، وفق "فرنس برس".
وقد اقتصر السماح حصرًا على الوضعيات والتمارين وتقنيات التمدد، مع وجوب استخدام التسميات الإنكليزية لهذه الوضعيات مثل "داونوورد دوغ" و"ذي ووريور".