الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

قطار يثير الجدل .. تدشين أطول أنبوب في أوروبا لاختبار تقنية "هايبرلوب"

قطار يثير الجدل .. تدشين أطول أنبوب في أوروبا لاختبار تقنية "هايبرلوب"

Changed

قطار فائق السرعة
يعتمد مفهوم هايبرلوب على توفير قطار فائق السرعة بتقنية مغناطيسية- غيتي
يقول منتقدو هايبرلوب إنه مجرد حلم، وليس من المؤكد أن الركاب سيحبذون الانتقال في نفق ضيق بسرعة قريبة من سرعة الصوت.

دُشّنَ أمس الأربعاء في هولندا أطول أنبوب في أوروبا، وهو مخصص لاختبار قطارات قائمة على تقنية هايبرلوب، حيث يأمل القائمون على المشروع أن يتيح نقل الركاب يومًا ما من أمستردام إلى برشلونة في ساعات قليلة.

وفي مركز سكك حديدية مهجور بالقرب من فيندام في شمال هولندا، أقيم أنبوب أبيض أنيق على شكل حرف "واي" (Y) يبلغ طوله 420 مترًا، ويتكوّن من مجموعة أنابيب مترابطة عددُها 34، وعرضُ الواحد منها متران ونصف متر.

ويقوم مفهوم هايبرلوب على توفير قطار فائق السرعة بتقنية مغناطيسية، إذ يتكوّن من كبسولات مضغوطة ويكون مرتفعًا عن الأرض بواسطة مغناطيس، في أنبوب منخفض الضغط، ويمكن أن تصل سرعته إلى ألف كيلومتر في الساعة.

واستمرت الأبحاث 12 عامًا في شأن وسيلة النقل الاستشرافية هذه التي أطلق إيلون ماسك العمل عليها عام 2012، لكنّ ترجمتها إلى واقع فعلي تواجه صعوبات مع أن شركات عدة لا تزال تعمل على هذا الملف.

ويعتبر مركز هايبرلوب الأوروبي في هولندا المنشأة الوحيدة في العالم التي يتوافر فيها "تغيير للمسار"، وهو أنبوب ينبثق من المسار الرئيسي، لاختبار ما يحدث عندما تغير كبسولة مسارها بسرعة عالية.

"30 دقيقة بدلًا من ست ساعات"

وشرح مدير المركز ساشا لاميه لوكالة "فرانس برس" أن هذا التشعب "ضروري لإنشاء شبكة"، حيث يتجه جزء من البنية التحتية "على سبيل المثال نحو باريس والآخر نحو برلين".

وتوقّع لاميه أن تمتد شبكة أنابيب هايبرلوب نحو عشرة آلاف كيلومتر في مختلف أنحاء أوروبا بحلول سنة 2050.

ولاحظ أن هذه الشبكة "ستتسع بشكل كبيرة عندما تصبح  التكنولوجيا جاهزة، على النحو الذي تطورت به الطرق السريعة مع مرور الوقت".

وأضاف لاميه "لقد أنشأنا شيئًا قابلًا جدًا للتطوير، ويمكن أن يُنفذ بسرعة كبيرة. وبالتالي يُفترض أن يكون ممكنًا دخول محطة قطار في أمستردام والذهاب إلى مدينة مثل برشلونة في ساعتين". وتابع قائلًا: "تمامًا مثل الطيران، ولكن من دون أية متاعب".

وطرح إيلون ماسك فكرة أنبوب هايبرلوب يمكن أن يربط سان فرانسيسكو بلوس أنجلوس في نحو 30 دقيقة، بدلًا من ست ساعات بالسيارة أو ساعة بالطائرة.

ومنذ ذلك الحين، شرعت مدن عدة في مختلف أنحاء العالم في تنفيذ مشاريع بحثية بلغت تكلفتها ملايين الدولارات، لكنّ أي خط تشغيلي لم ير النور بعد. إلا أن العلماء لم يستسلموا. وقال لاميه: إن لدى الصين منشآت طويلة قادرة على توفير سرعات تصل إلى 700 كيلومتر في الساعة تقريبًا.

تقنية هايبرلوب
ما تزال تحديات كبيرة تقف أمام هذا المشروع وتعمل شركات عديدة عليه- غيتي

وطمأن مؤيدو قطار هايبرلوب أنه لا ينتج أي تلوث أو ضوضاء ويمتزج مع المشهد في المدن والمناطق الريفية على السواء.

وأوضح مدير التكنولوجيا والهندسة في "هاردت هايبرلوب" مارينوس فان در ميس، أن "استهلاك الطاقة في هايبرلوب كوسيلة نقل أقل بكثير" من استهلاك الطاقة في غيره.

وأضاف أن هذا القطار "يتطلب أيضًا مساحة أقل، نظرًا إلى توافر هذه الأنابيب التي يمكن وضعها بسهولة تحت الأرض أو فوقها".

أما منتقدو هايبرلوب، فرأوا أنه مجرد حلم بعيد المنال، وليس من المؤكد أن الركاب سيحبذون الانتقال في نفق ضيق بسرعة قريبة من سرعة الصوت.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close