الثلاثاء 18 يونيو / يونيو 2024

فاز بـ"نوبل للحرب".. الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر يبلغ عامه المئة

فاز بـ"نوبل للحرب".. الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر يبلغ عامه المئة

Changed

حلقة أرشيفية لمذكرات وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر (الصورة: غيتي)
لم يخفت دور هنري كيسنجر عقب خروجه من البيت الأبيض في العام 1977، بل أُسندت إليه ملفات ومهام تتعلق بقضايا الأمن والدفاع في الأعوام التالية.

يجتاز وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر اليوم السبت قرنًا من الزمن حظي اسمه فيه بمكانة قل نظيرها في الحقلين السياسي والدبلوماسي.

لم يخفت دوره عقب خروجه من البيت الأبيض في العام 1977، بعدما لعب دورًا بارزًا، خصوصًا على مستوى الوضع في الشرق الأوسط، بل أُسندت إليه ملفات ومهام تتعلق بقضايا الأمن والدفاع في الأعوام التالية.

وظلّ نصْحه في شؤون السياسة الخارجية ومقارباته للأحداث والتطورات يلامس آخر المستجدات، بما في ذلك "التهديد" الذي تشكله كوريا الشمالية للأمن العالمي، وأولويات واشنطن إزاء إيران التي تُعد برأيه "تحديًا رئيسيًا".

كما اعتبر أن "الغزو الروسي لأوكرانيا أظهر أنه لم يعد هناك من مبرر لبقاء الأخيرة خارج حلف شمال الأطلسي، رغم أنه كان في السابق من المعارضين لهذه الخطوة".

لم يخفت دور هنري كيسنجر عقب خروجه من البيت الأبيض في العام 1977 - غيتي
لم يخفت دور هنري كيسنجر عقب خروجه من البيت الأبيض في العام 1977 - غيتي

كيسنجر "ثعلب السياسة الخارجية"

وُلد هنري كيسنجر في فورت بألمانيا في 27 مايو/ أيار 1923، لعائلة يهودية يقول في مذكراته إن العديد من أفرادها ماتوا في معسكرات الاعتقال.

كيسنجر الذي انتقل إلى الولايات المتحدة في العام 1938، حصل على الجنسية الأميركية في العشرين من عمره فأدى الخدمة العسكرية.

على المستوى الأكاديمي، يورد موقعه الرسمي أنه تخرّج بامتياز مع مرتبة الشرف في العام 1950 وحصل على درجتَي الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد في عامَي 1952 و1954.

وعندما تولى ريتشارد نيكسون رئاسة الولايات المتحدة عام 1969، عيّن هنري كيسنجر مستشارًا للأمن القومي.

ثم تولى الرجل وزارة الخارجية عام 1973، فكان مهندس التقارب التاريخي بين واشنطن وبكين في السبعينيات، على ما تورد وكالة "فرانس برس".

عيّن هنري كيسنجر مستشارًا للأمن القومي عام 1969 - غيتي
عيّن هنري كيسنجر مستشارًا للأمن القومي عام 1969 - غيتي

دور آخر غيّر الكثير من المشهد السياسي لعبه هنري كيسنجر في الشرق الأوسط، حيث تعتبر مذكراته شاهدًا على صناعة القرارات المصيرية الأميركية في المنطقة، بتطرقها إلى حكايات المفاوضات السرية والعلنية بين العرب وإسرائيل.

وشهدت سنوات كيسنجر في البيت الأبيض بين العامين 1969 و1977، الاختراق الأميركي الأكبر للمنطقة العربية، وتشجيع من يصفها بـ"قوى الاعتدال العربي" على الصلح مع إسرائيل.

وقد أطلق على دبلوماسيته مصطلح "دبلوماسية خطوة بخطوة"، معتمدًا على تأجيل التسوية الشاملة وإرجاء أكثر القضايا جدلًا لـ"اللحظات المناسبة".

وفي هذا الصدد، لفت توماس شوارتز، أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة فاندربيلت، إلى أن هنري كينسجر ابتكر استراتيجية الشرق الأوسط التي عززت حقًا نوعًا من الهيمنة الأميركية في المنطقة.

ورأى في إطلالة ضمن برنامج "مذكرات" تناولت مذكرات كيسنجر، أن هذا الأخير تمكن من تقسيم الجبهة العربية ضد إسرائيل والسماح ببدء عملية سلام، لا سيما مع مصر، ولكن حتى في حالة سوريا من حيث إبطاء العملية وتغيير ديناميكيات الصراع في الشرق الأوسط بالفعل.

برأيه، دفعت مقاربة كيسنجر الاتحاد السوفيتي الذي كان له دور فعال وقوي للغاية في الشرق الأوسط خارج المنطقة.

ما كان رأي الإسرائيليين بهنري كيسنجر؟

مع رحيل كيسنجر عام 1977 عن وزارة الخارجية كان العرب يسيرون في مسار القبول بإسرائيل والسلام معها، فكانت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.

وأشار كيسنجر في مذكراته إلى "رأي الإدارة الإسرائيلية" فيه، بالحديث عما قاله له رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه إسحاق رابين، والذي قال إن علاقة شخصية ربطته به.

فنقل عنه قوله إن الشك لا يخامره في أن هنري كان يتبع الإستراتيجية الدبلوماسية لمنع العرب من أي خيار عسكري ضد إسرائيل وإرغامهم على الخيار السياسي.

وفيما أضاف نقلًا عن رابين: "قد تنشأ بيننا خلافات حادة غير أنني لم أشك نهائيًا في أنك تصرفت وفق هذا النهج"، ذكر أن هذا القول عنى الكثير بالنسبة له.

ربطت علاقة "شخصية" بين هنري كيسنجر ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين - غيتي
ربطت علاقة "شخصية" بين هنري كيسنجر ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين - غيتي

ماذا عن "جائزة نوبل للحرب"؟

كان لهنري كيسنجر تأثيره في العديد من الملفات الأخرى، وخططه التي نُفذت وأخرى لم تسلك طريق التنفيذ على غرار ما كُشف برفع السرية عنه؛ كتفكيره "جديًا" في العام 1976 في اجتياح كوبا عسكريًا و"سحقها" إثر قرار هافانا إرسال جنود إلى انغولا. 

أما في ما يخص فيتنام، فقد توصل مع لي دوك ثو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حصلا على أثره في العام 1973 على جائزة نوبل للسلام، غير أن حربًا كبرى كانت في الانتظار.

والجائزة التي أسمتها في حينه صحيفة نيويورك تايمز بـ"جائزة نوبل للحرب" رفض تسلمها لي دوك ثو، في حين عرض كيسنجر عبثًا إعادة الميدالية، وفق وكالة "فرانس برس". وقد استقال يومها اثنان من أعضاء لجنة نوبل.

وكانت الوكالة نقلت عن آسل سفين، المؤرخ المتخصص في جائزة نوبل، أن اعضاء اللجنة "كانوا يأملون تشجيع عملية سلام، لكنه كان فشلًا ذريعًا".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close