نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول مطلع على محادثات الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز توجه من القاهرة إلى الدوحة.
فقد ذكر المسؤول الذي لم يكشف عن هويته في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، أن بيرنز يزور العاصمة القطرية لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأضاف المصدر: "بيرنز في طريقه إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري، بهدف ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات".
لماذا يزور بيرنز قطر الآن؟
متابعةً لهذه التطورات، يرى الخبير في الشؤون الأميركية خالد الترعاني أن زيارة بيرنز إلى قطر تشير إلى أن الأمور وصلت إل مراحل نهائية، لا سيما مع رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.
فوفقًا لترعاني تدل التحركات الأخيرة إلى أن "الكبار الآن بدأوا يتدخلون"، ما يعني أيضًا أن المفاوضات وصلت إلى نقطة "حرجة".
بالإضافة إلى ذلك يشير الخبير في الشأن الأميركي إلى أن الإدارة الأميركية بدأت تتصرف من منطلق المصلحة الشخصية للرئيس جو بايدن، الذي يشعر الآن أنه مهدد شخصيًا بالضرر بسبب التعنت الإسرائيلي، على حد قوله.
لذلك، قد تكون زيارة بيرنز فضلًا عن حجب شحنة الأسلحة والذخائر مؤخرًا عن الاحتلال الإسرائيلي، في ظل خروج "حماس" عن إيجابية التعامل مع المقترح الأخير، تنذر جميعها بأن الأمور بدأت تدخل في المنطقة الحرجة بالنسبة للإدارة الأميركية ومسار المفاوضات بشكل عام.
ما الرسائل من داخل إسرائيل؟
وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، يتحدث ترعاني عن تصريحات من داخل مجلس الحرب الإسرائيلي تقول لبنيامين نتنياهو إنه يجب عليه القبول بهذه الصفقة التي يرون أنها جيدة.
هذا فضلًا عن التسريبات التي نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي تفيد بأن خبراء عسكريين إسرائيليين قالوا "خسرنا الحرب، ولا يمكن أن نحقق أكثر مما حققناه".
ويعلق ترعاني: "هذه التسريبات ليست عبثية ولا تأتي مصادفة، إنما هي لتوصيل رسالة.. إما أن بنيامين نتنياهو يريد أن يعتذر من مواطنيه عن هذه التحليلات.. أم أن هناك مناوئين له يسربون هذه الرسالة للضغط عليه".