وجهت لجنة في الكونغرس الأميركي تحذيرات من "وضع الديمقراطية في تونس"، مؤكدة أنها "مهددة وفي خطر" في أعقاب التدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد ما بعد 25 يوليو/ تموز الماضي واستأثر بموجبها بالسلطتين التشريعية والتنفيذية في البلاد.
وفي جلسة استماع افتراضية عقدت بمشاركة عدد من النواب والخبراء السياسيين، قال رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس النواب الأميركي تيد دويتش: إنّ "الديمقراطية التونسية في خطر بعد شروع الرئيس سعيّد في فرض سلطات تنفيذية مع استمرار تعليق عمل البرلمان".
قلق من إجراءات سعيّد
بالإضافة إلى ذلك، أعرب دويتش في الجلسة، التي حملت عنوان "وضع الديمقراطية في تونس والخطوات المقبلة للإدارة الأميركية تجاه البلاد"، عن القلق البالغ من الإجراءات التي اتخذها سعيّد "رغم التحركات الإيجابية خلال الأسابيع الماضية".
وأشار إلى أنه لا يزال هناك عدد من البرلمانيين التونسيين "قيد الاحتجاز بتهم ذات طابع سياسي وبدون أي مؤشرات على موعد إعادة فتح البرلمان وإطلاق سراحهم".
دعم الاستقرار في تونس
وقال رئيس اللجنة في مداخلته: إنّ "تونس حققت مكتسبات كبيرة خلال السنوات الـ11 الأخيرة وعلى شعبها وقادتها مواصلة العمل على إقامة الحكومة التي يستحقون ويريدون".
كما شدد على استعداد واشنطن "لدعم الانتقال الديمقراطي في تونس وعملية الإصلاح الدستوري"، لافتًا إلى أن الحزبين الأميركيين الجمهوري والديمقراطي "يريدان الاستقرار لتونس".
الضغط على إدارة بايدن
من جهته، أفاد مراسل "العربي" من واشنطن بأن ما حدث في الكونغرس كان محاولة للضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لاتخاذ موقف واضح مما حصل في تونس.
وأشار إلى أن هناك جزءًا كبيرًا من الديمقراطيين والجمهوريين يصفون ما حدث في تونس بـ"الانقلاب".
ولفت إلى أن النقاشات كانت تدور حول مسألة "تعليق المساعدات المقدمة إلى تونس" وتأثير ذلك على الاقتصاد التونسي الذي يعاني من أوضاع صعبة، حيث ينظر إلى هذا الأمر داخل الولايات المتحدة بأنه سيؤثر في نهاية المطاف على المواطن التونسي.
أحداث غير مقبولة
وأشار مراسل "العربي" كذلك إلى وجود مطالبات داخل الكونغرس للإدارة الأميركية بضرورة توجيه اللوم إلى الحكومة الحالية في تونس وإشعارها بأن ما حدث غير مقبول.
كما نقل عن بعض الآراء داخل اللجنة تحدثت عن ضرورة التعاون مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية في محاولة لدعم "الصوت الحر" والمعارض لما حصل في البلاد ما بعد 25 يوليو/ تموز.
عودة سريعة للمسار الدستوري
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد عبر عن استياء بلاده من إدراج الأوضاع بها على أجندة الكونغرس الأميركي للمناقشة، وذلك خلال استقباله السفير الأميركي لدى بلاده دونالد بلوم، في قصر قرطاج، مساء الخميس، وفق بيان للرئاسة التونسية.
كما أشار سعيّد خلال اللقاء نفسه إلى أن "العلاقات بين البلدين ستبقى قوية بالرغم من أن عددًا من التونسيين يحاولون تشويه ما يحصل في تونس ويجدون من يصغي إليهم في الخارج".
والثلاثاء، هنأت الولايات المتحدة، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس تونس على تشكيل حكومة جديدة، معبرة عن تطلعها "لإرساء مسار يشمل الجميع من أجل عودة سريعة إلى النظام الدستوري".
وتعاني تونس من أزمة سياسية حادة بدأت منذ اتخاذ سعيّد قرارات استثنائية علق بموجبها أشغال البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه. كما ألغى هيئة مراقبة دستورية القوانين، بالإضافة إلى إصداره تشريعات عبر مراسيم رئاسية.