أدوات المكافحة غائبة.. حشرات دخيلة تفتك بصنوبر لبنان 

تراجع إنتاج الصنوبر في لبنان خلال السنوات الماضية إلى أدنى مستوياته وذلك بسبب حشرة يطلق عليها اسم "بق الصنوبر". وقد انتشرت في مجمل غابات الصنوبر في البلاد ويطال ضررها الأكبر الصنوبر المثمر.

وقد انتقلت هذه الحشرة المؤذية خلال السنوات الماضية من القارة الأميركية لتجد بغابات الصنوبر بيئة خصبة لتكاثرها. وقد تفاقم هذا الوضع مع ضعف دعم وزارة الزراعة وشح المبيدات بسبب أزمة الدولار. 

تراجع الإنتاج

ويؤكد نقيب مزارعي الصنوبر المثمر إلياس نعمة أن 90% من المحصول يابس. فقد اعتاد أن يقطف ستة عشر طنًا من أكواز الصنوبر، لكن محصوله لهذا العام بالكاد يصل إلى مئة كيلوغرام، بعدما قضت حشرات على إنتاجه لتفتك بغابات الصنوبر، "ذهب لبنان الأبيض".

ويؤكد نائب رئيس نقابة الصنوبر المثمر في لبنان جوزيف غانم أبو زيد، أن زراعة الصنوبر أمام مشكلة كبيرة. ويقول في حديث إلى "العربي" من جزين: "إن الحشرات تقضي على محاصيل الصنوبر، وحتى على الأشجار في بعض الأحيان". ويلفت أبو زيد إلى تراجع محاصيل الصنوبر بنسبة 95% في السنوات العشر الأخيرة. 

غياب الدعم اللازم لمكافحة الحشرة

من جهة أخرى، يشير أبو زيد إلى تأثير صيد الطيور التي تأكل هذه الحشرات في تعميق المشكلة. كما يطالب بدعم من جهات دولية لمكافحة هذه الحشرات التي تهدد استدامة الغابات ولقمة عيش عائلات تعيش من زراعة الصنوبر. 

كما يشير خبير الحشرات نبيل نمر إلى أن ضرر هذه الحشرات يطال الشجر المثمر بشكل خاص. وهو ما يؤذي إنتاج المزارعين الذين لا يجدون من يدعمهم في رش الحشرات التي تتكاثر في الأحراج المتضررة، حيث لا تشكّل مكافحة الحشرات أولوية في البلد الغارق في أزمته الاقتصادية. 

وبين تزايد الحشرات وشح الإنتاج، شهد سعر الصنوبر الأبيض ارتفاعًا تدريجيًا تجاوز معه ثمن الكيلوغرام قرابة ضعفي الحد الأدنى للأجور في لبنان.