Skip to main content

أزمة سد النهضة.. أي سياسة مصرية جديدة للتعامل مع عجز المياه؟

الإثنين 25 أكتوبر 2021

في صورة افتراضية وأمام حضور افتراضي كبير وأثر فعلي في أسبوع القاهرة للمياه، يسرد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هواجس بلاده إزاء أضرار شح المياه وعُقد حبال سد النهضة التي ظلت عصية على الحل منذ عام 2011.

وأكد السيسي في كلمته على تطلع القاهرة إلى التوصل في أقرب وقت إلى "اتفاقية متوازنة وملزمة قانونًا مع إثيوبيا بشأن توزيع مياه النيل".

ودعا السيسي إثيوبيا إلى الالتزام بالبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن، مشيرًا إلى أنه يتفهم أهداف أديس أبابا التنموية على ألا تضر بمصر والسودان.

عجز مائي بنسبة 90%

وعلى مدى الحقبة الماضية شُحن المشهدان السياسي والإعلامي المصري؛ للترويج لخطابات الرئيس المتعلقة بخطوط حمر بالنسبة إلى مياه النيل والأمن القومي، بل ظهرت عناوين عابرة تتحدث عن امتلاك قوة عسكرية تحمي مقدرات البلاد، حينها راج الحديث عن حل عسكري حاضر. و"تواجه مصر عجزًا مائيًا بنسبة 90%"، وفقًا لتصريحات وزير المياه والري محمد عبد العاطي.

وتحدث المصريون مؤخرًا عن جديد حراك إفريقي ورؤى جديدة لاستئناف مفاوضات دامت نحو عقد وتأثرت منذ شهور، وجرفتها مياه سد النهضة التي عبأتها إثيوبيا بداعي التنمية، وتركت السودانيين والمصريين يواجهون هواجس جمة وهم أمام خيارات صعبة كذلك.

جاهزية للعودة إلى المفاوضات

من جهته، قال وزير المياه والري المصري محمد عبد العاطي، خلال أسبوع القاهرة للمياه: إنّ مصر تعاني عجزًا مائيًا بنسبة 90% من مواردها المتجددة، وتواجه تغيرًا في إيراد نهر النيل بسبب تعنت إثيوبيا.

وأضاف عبد العاطي: أنّ القاهرة جاهزة للعودة إلى مفاوضات سد النهضة، متمنيًا ألا يحدث له انهيار مثلما تشير إليه دراسة شارك فيها.

وأوضح الوزير الذي يرأس الفريق الفني المصري في مفاوضات السد في مقابلة تلفزيونية أن اللجنة الدولية أبلغت إثيوبيا بوجود مشكلة في أمان سد النهضة وأن دراساته "ناقصة".

سياسة جديدة

وفي هذا الإطار، تحدث أستاذ الموارد المائية نادر نور الدين في حديث إلى "العربي" من القاهرة، عن انتهاج مصر سياسة جديدة للاستفادة من كل قطرة مياه وأيضًا الاستعداد للمستقبل بشأن تداعيات سد النهضة وأن لا تتضرر كثيرًا عمليات التخزين.

ويقول في هذا السياق: إنّ فيضان نهر النيل هذا العام كان فوق المتوسط حيث ساعد القاهرة على تخزين كميات كبيرة من المياه.

ويضيف: إذا كانت إثيوبيا تعتزم تخزين 10 مليارات متر مكعب العام المقبل، فقد تمكنت مصر من تخزين كميات كبيرة.

ويشير كذلك إلى إنتاج القاهرة لعشرة أضعاف من مياه تحلية البحار، بالإضافة إلى معالجة مياه المصارف وعدة مشاريع أخرى في غرب الدلتا، وترشيد استهلاك المياه.

ويلفت إلى وجود عجز مائي صاف يقدر بنسبة 42 مليار متر مكعب، كما يوضح أن القاهرة تعمل على تطوير ناقلات المياه والدخول في مرحلة الري بالأراضي الزراعية، حيث تعمل على توفير القروض للمزارعين لتسهيل هذا الأمر.

المصادر:
العربي
شارك القصة