Skip to main content

أشرف غني في البيت الأبيض.. ماذا بعد انسحاب واشنطن من أفغانستان؟

السبت 26 يونيو 2021

بدأ الرئيس الأفغاني أشرف غني زيارة إلى الولايات المتحدة يوم الخميس، في وقت تتسارع فيه وتيرة انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وعلى وقع تقدم عسكري كبير لحركة طالبان على الأرض وسط أجواء من عدم اليقين من قدرة القوات الأفغانية على الصمود بعد رحيل القوات الأميركية.

ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الأفغاني أشرف غني، قبل بضعة أشهر من انسحاب القوات الأميركية من البلاد، ويناقش الطرفان مستقبل أفغانستان ما بعد الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

 هذا وتتواصل المخاوف من ازدياد هجمات حركة طالبان مع بدء انسحاب القوات الأجنبية، في وقت اعتبرت فيه وزارة الدفاع الأميركية أن التدهور الأمني في أفغانستان مثير للقلق.

وفي سياق متّصل، نقلت "الأسوشييتد برس" عن مسؤوولين أميركيين أن واشنطن ستبقي 650 جنديًا في أفغانستان مؤقتًا لحماية الهيئات الدبلوماسية.

هل سيؤجل بايدن الانسحاب من أفغانستان؟

وعلى ضوء هذه الأحداث، يعبر نك لامبسون عضو الكونغرس السابق عن الحزب الديمقراطي عن شكوكه في إمكان تأجيل الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان، لكنه يعتقد أن الإدارة الأميركية تريد التأكد من أن الانسحاب سيحصل بطريقة منتظمة قدر الإمكان.

وحول خطورة الوضع بعد سيطرة طالبان على مزيد من المناطق، يقول لامبسون أن بلاده قلقة بشأن هذا التوغل "ولكن لا توجد طريقة جيدة لقياس ما يحصل في هذا الصراع المحتمل وكيف سيكون من ناحية خطورته.. ربما سيؤدي إلى حرب أخرى".

ويردف عضو الكونغرس السابق: "لقد بقينا وقتًا طويلًا في أفغانستان ولكن مسألة أن نرسل أولادنا لكي يذهبوا إلى هناك والقتال في بلاد أخرى لن يحقق نجاحًا.. نأمل أن يكون هناك نجاح في بناء الوحدة والاستقرار".

وقال لامبسون: "لدينا تحديات أخرى تواجهها الولايات المتحدة ويمكننا أن نستخدم طرقًا أخرى لدعم أصدقائنا في أفغانستان منها الدبلوماسية والدعم التجاري وغيرها".

ما الذي يريده أشرف غني من واشنطن؟

ومن كابُل يرى الكاتب والباحث السياسي باينده حكمت صافي أن زيارة أشرف غني إلى البيت الأبيض أتت على وقع تصاعد تمدد طالبان في وقت بدأت القوات الأجنبية بالانسحاب واقتربت من المرحلة النهائية.

وتخشى السلطات الرسمية في البلاد، من أن تقف أفغانستان وحيدة وبأن تكون كافة المسؤوليات على عاتق الحكومة الأفغانية وفق صافي، الذي أكّد أن هناك ملفات عالقة وكلا الطرفين يناقشها ومن أبرزها ملف السلام والدعم العسكري والإنساني من الولايات المتحدة لأفغانستان.

وعن التخوّف من اجتياح طالبان للبلاد، يعتقد صافي أن القوات المسلحة الأفغانية تستطيع الدفاع عن المدن الأساسية، "لكن أيضًا لا شك أن حركة طالبان تزيد من هجماتها واستطاعت أخيرًا السيطرة على معظم المناطق الريفية".

"أمر واقع جديد"

أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، حسن البراري، فيظن أن ما يحصل حاليًا في أفغانستان هو فرض أمر واقع جديد، فقد انطلق قطار الانسحاب ولا رجعة عنه رغم التصعيد الميداني، بعد 20 عامًا من التورط الأميركي في حرب لم تربحها واشنطن على حد تعبيره.

ويستكمل البراري حديثه قائلًا إن "الولايات المتحدة تترك الحكومة الأفغانية الآن، وتترك انطباعًا أن التزامها ببقاء هذه الحكومة ضعيف".

 ويقول: "هذا ربما يبعث برسالة واضحة إلى حركة طالبان من أجل المزيد من الاستقواء وبخاصة بعد أن رتبت أميركا مصالحها في أفغانستان عبر تعهد حركة طالبان بأن لا تكون البلاد منطلقًا لشن أي هجمات إرهابية على الولايات المتحدة".

ويرجّح أستاذ العلاقات الدولية أن تكون الحكومة الأفغانية "منكشفة الآن، وبأن الساحة الأفغانية لن تكون محصورة فقط بالعلاقة مع الولايات المتحدة، بل هناك أطرف مختلفة متنازعة ربما تعمل على استدعاء قوى إقليمية للتدخل مثل الهند والصين وباكستان".

المصادر:
العربي
شارك القصة