Skip to main content

أميركا تستأنف خدمات تأشيرات الهجرة للكوبيين.. هل هي صفحة علاقات جديدة؟

الأربعاء 4 يناير 2023

أعلنت القنصلية الأميركية في هافانا استئناف جميع خدمات تأشيرات الهجرة للكوبيين الأربعاء، وذلك بعد إغلاق القنصلية لمدة خمس سنوات، بسبب "هجمات صوتية" غامضة طالت الموظفين الدبلوماسيين. 

وقالت القنصلية الأميركية: "تعمل الولايات المتحدة على ضمان هجرة آمنة وشرعية ومنظمة للكوبيين من خلال توسيع خدماتها القنصلية في هافانا واستئناف إجراءات لم شمل الأسر". كما أشارت إلى أن هذه الخطوة تستأنف في الرابع من الشهر الجاري.

وكانت السفارة قد أعلنت في مارس/ آذار الماضي إعادة فتح قنصليتها المغلقة منذ عام 2017 على خلفية حوادث صحية مزعومة طالت دبلوماسيين.

إعادة تفعيل اتفاقات الهجرة

وأعقب ذلك الإعلان عدة اجتماعات على مستوى رفيع حول قضية الهجرة، أولًا في واشنطن ثم في هافانا، بهدف إعادة تفعيل اتفاقات الهجرة بين البلدين التي علقت في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. 

واستأنفت القنصلية في مايو/ أيار الماضي إصدار التأشيرات للكوبيين الراغبين في الهجرة بشكل "محدود"، قبل أن تُعلن يوم الجمعة الماضي الاستئناف الكامل للإجراءات، باستثناء التأشيرة السياحية.

وكان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل قد أعلن في منتصف ديسمبر/ كانون الأول "إحراز تقدم خجول يهدف لوضع التعاون الثنائي على طريق تنفيذ اتفاقات الهجرة". 

هجرة جماعية

ومنذ عام 2017، يواجه الكوبيون الراغبون في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة سلسلة عقبات حقيقية، حيث يضطرون لتقديم الطلب على نفقتهم الخاصة في بلد ثالث، وعادة ما تكون غويانا في أميركا الجنوبية هي الخيار أمامهم.

وتشهد كوبا أزمة اقتصادية خطيرة تسببت بهجرة جماعية غير مسبوقة. ويستفيد العديد من الكوبيين من الإعفاء من التأشيرة في نيكاراغوا، حليفة هافانا، منذ نهاية عام 2021، ويحاولون منها دخول الولايات المتحدة عبر أميركا الوسطى.

وقد دخل نحو 326336 كوبيًا، أي 2,9% من سكان الجزيرة البالغ عددهم 11,2 مليون نسمة إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي خلال 12 شهرًا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2022، وفقًا للسلطات الأميركية. وشهدت الأشهر الأخيرة ارتفاع الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر.

وأقرت الحكومة الكوبية بأن واشنطن أصدرت عام 2022 ولأول مرة منذ عام 2017، أكثر من 20 ألف تأشيرة دخول لكوبيين راغبين في الاستقرار في الولايات المتحدة، وفقًا لما نصت عليه الاتفاقات التي تعود إلى عام 1994.

تأثير العقوبات الأميركية

ويعود السبب الأساسي في الأزمة الاقتصادية التي دفعت الكوبيين للهجرة إلى العقوبات الصارمة التي فرضتها واشنطن على هافانا.

وكان أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر حسن البراري قد أوضح في حديث سابق إلى "العربي" من الدوحة أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة تأتي كأحد أدوات السياسة الخارجية من أجل دفع الدول التي تفرض عليها العقوبات لأن تغيّر سياستها الحاكمة بما لا يهدد المصالح الأميركية أو بما يخدمها.

وقال: "إن العقوبات هي أقل من الحرب، ولها صفة الإجبار والقهر للدولة التي تفرض عليها".

كما أشار إلى أن العقوبات في الحالة الكوبية لم تغيّر من سلوك النظام الحاكم، وبقي يتحالف مع الاتحاد السوفيتي، وحتى بعد انتهاء الحرب الباردة لم يتقارب النظام من الولايات المتحدة.

وأكد البراري أن العقوبات تؤثر على معدلات النمو وطريقة حياة المواطنين، لذا كان بإمكان كوبا أن تتطور تجاريًا وصناعيًا وتكنولوجيًا من دون العقوبات.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة