Skip to main content

أوستن في العراق.. ما هي ملامح الإستراتيجية الأميركية في المنطقة؟

الثلاثاء 7 مارس 2023

في زيارة غير معلنة سابقًا وهي الأولى منذ توليه منصبه، وضمن جولة شرق أوسطية، وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى بغداد، وعقد اجتماعًا مغلقًا مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قبل أن يتجه إلى أربيل.

وخلال تصريحات للصحافيين، أكّد أوستن جاهزية القوات الأميركية للبقاء في العراق في حال رغبت الحكومة العراقية بذلك.

كما أكّد التزام الولايات المتحدة بالقضاء على تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لن يتم عبر العمل العسكري وحده.

وأكّد الوزير الأميركي على شراكة بلاده الإستراتيجية مع العراق، متحدثًا عن المضي قدمًا نحو "عراق أكثر أمنًا واستقرارًا وسيادة".

تعزيز التعاون بين واشنطن وبغداد

على الجانب الآخر، أكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن الجانبين بحثا تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك.

كما تحدّث شياع السوداني لأوستن، وفق البيان، عن نهج حكومته في اتباع علاقات متوازنة مع المحيطين الإقليمي والدولي، وقال: "إن استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها".

ووفق تصريحات الطرفين، فإن زيارة أوستن للعراق هدفها بالدرجة الأولى ضمان أمن قوات بلاده وسلامتها في العراق، والتي اقتصرت مهماتها وفق بغداد وواشنطن على التدريب والمشورة منذ نهاية 2021.

كما أن هناك أجندات عدة لهذه الزيارة وفق سياسيين عراقيين، أبرزها الملف الأمني وفوضى السلاح في العراق وما يُعرف بظاهرة المدن منزوعة السكان التي تسيطر عليها جماعات مسلحة، إضافة إلى خلافات بغداد وأربيل بشأن قوات مشتركة في المناطق الساخنة على حدود إقليم كردستان العراق.

قلق أميركي

في هذا السياق، يشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية وليام لورانس إلى قلق الولايات المتحدة من تدخلات إيران، وحول قدرة القوات العراقية على التصدي للخطر المتزايد.

ويعتبر لورانس، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن أوستن جاء للوقوف على متطلبات القوات الأميركية الموجودة في العراق، والتي ساهمت بطرد تنظيم الدولة من البلاد.

ويقول: "أعتقد أنه في المستقبل القريب، لن يكون هناك دور قتالي للقوات الأميركية في العراق".

ويلفت لورانس إلى أن مسألة الوجود الأميركي في العراق أمر مفتوح، وهذه القوات ستبقى إلى أن تنتفي الحاجة إليها، مشيرًا إلى أن القوات العراقية بحاجة لمزيد من التدريب والتعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة لمعرفة مصادر التهديدات.

 

صراع مع الإطار التنسيقي؟

من جهته، يرى رئيس مركز بغداد للدراسات الإستراتيجية مناف الموسوي أن حكومة السوداني تعيش نوعًا من أنواع "الانفصام".

ويشير الموسوي، في حديث إلى "العربي" من بغداد، إلى أن الإطار التنسيقي صوت في البرلمان على قانون يلزم الحكومة بإخراج القوات الأميركية بشكل كامل من الأراضي العراقية، خصوصًا بعد الاعتداء الذي حدث على قادة في الحشد الشعبي.

ويعتبر الموسوي أن "طلب الحكومة العراقية بقاء القوات الأميركية مخالف للقرار الذي اتُخذ في البرلمان ويتعارض مع تصريحات قوى الإطار التنسيقي".

ويشير الموسوي إلى أن "هذه الحكومة غير مرغوب بها شعبيًا، وقد جاءت بعد إخراج التيار الصدري وبعد صراع دام أكثر من عام".

قرار غير ملزم

ويرى مدير مركز كلواذا للدراسات وقياس الرأي العام باسل حسين العراقي أن خطاب السلطة يختلف عن خطاب المعارضة في العراق.

ويلفت العراقي، في حديث إلى "العربي" من عمان، إلى أن "الوزير الأميركي حاول أن يحرص على إيصال رسالة واضحة بأن معركة تنظيم الدولة هي الأساس في العلاقات الأميركية العراقية، وأن وجود القوات الأميركية هو لهذا الهدف".

ويعتبر أن "هناك استشرافًا بأن تسير الأمور مع الحكومة الحالية كما كان الأمر مع حكومة مصطفى الكاظمي".

ويشير حسين إلى أن المحكمة الاتحادية أفتت بأن البرلمان لا يمكن أن يتخذ قرارات تشريعية ملزمة، وبالتالي فإن قرار إخراج القوات الأميركية من البلاد هو غير ملزم. 

المصادر:
العربي
شارك القصة