إطلالة على حياة زهرة العلا في ذكرى ميلادها.. من رشحت ليجسد سيرتها؟

عندما سُئلت زهرة العلا عن مقدار حبها للفن في إحدى المقابلات التي أُجريت معها، أجابت بأنه "طغى على أي شيء آخر".

وكان ردّ الفنانة، التي وُلدت في مثل هذا اليوم من عام 1934 بمدينة المحلة الكبرى المصرية، في معرض حديثها عن طفولة ظهرت عليها ملامح موهبة وعدت بالكثير، فجادت بالأكثر في عطاء جاوز نصف قرن من الزمن.

حب ينمو

وحب العلا للفن هو أيضًا نما وكبر تمامًا كالموهبة الفتية التي شقّت طريقها من المسرح وتتلمذت على يدي الممثل يوسف وهبي، ثم تكرّست في سينما الأبيض والأسود، ولاحقًا خطت نحو عالم الألوان بأعمال خالدة على مستوى الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

وانعكس الحب نفسه على محطات بارزة من حياة زهرة العلا. فالبعض يقول: إن طلاقها في زيجتين تزامنتا مع بداياتها الفنية يعود لرفض الزوج الأول فالثاني عملها في مجال التمثيل. ثم كان ارتباطها من الفنان صلاح ذو الفقار بعد أعمال مشتركة، غير أنه لم يدم لأكثر من عام لغيرتها الشديدة عليه بحسب ما أُشيع.

أما زواجها الرابع من المخرج حسن الصيفي فلم يكن علاقة استقرار واستمرار طالت لخمسة وأربعين عامًا وشهدت على مزيد من نجاحاتها فحسب، بل أثمر ابنتين إحداهما المخرجة منال الصيفي، التي تحدثت بعد رحيل والدتها عن عمل درامي تزمع إخراجه ويجسد سيرة العلا التي رشحت شخصيًا الفنانة غادة عادل لتأدية دورها.

سيرة حافلة

وفي سيرة زهرة العلا التي طبعها هدوء شخصيتها ما وصل إلى 120 فيلمًا و50 مسلسلًا تلفزيونيًا.

من أبرز الأدوار التي لعبتها: هنادي في "دعاء الكروان"، وبهية في "رد قلبي"، وعائشة في "السكرية"، وجميلة بو عزة في فيلم "جميلة"، الذي يتناول حياة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد.

وزهرة العلا مثلت إلى جانب أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار ورشدي أباظة وعبد الحليم حافظ وإسماعيل ياسين وعماد حمدي وكثر ممن تحوّلوا إلى أيقونات في عالم الفن السابع. 

كما جمعتها أعمال فنية إلى جانب نجمات زمنها مثل هند رستم، وفاتن حمامة، ومريم فخر الدين، وشويكار، وهدى سلطان، وماجدة، وليلى فوزي.

واجتمعت في آخر أعمالها، الذي حمل عنوان "أرض أرض"، مع كل من فاروق الفيشاوي وإلهام شاهين في عام 1998. ثم بعد الانتهاء من تصوير الفيلم آثرت الابتعاد عن الأضواء، لترحل عن هذا العالم عام 2013.

تكريم دائم

نالت زهرة العلا عن أعمالها المتراكمة في ذاكرة الأجيال والمحفوظة في تاريخ الفن المصري تكريمات عديدة، من بينها تكريم مهرجان جمعية الفيلم في عام 2001، وآخر من جانب المركز الكاثوليكي عام 2010.

ورغم الغياب، يخصها محبوها بمساحة دائمة على العالم الافتراضي، حيث يستذكرون أعمالها ويؤكدون مكانتها في قلوبهم.