Skip to main content

إقتحام الكابيتول... عفوي أو منظّم؟

السبت 16 يناير 2021
الشرطة الفدرالية الأميركية تتبع مئات الأشخاص على خلفية أحداث السادس من كانون الثاني

تزداد الشكوك حول الطابع العفوي للاعتداء على مقرّ الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني وإمكانية حصول تواطؤ داخل المبنى في ظل بروز أفعال مشبوهة على غرار طوابير المعتدين المنظّمة أو مشهد سيّدة تعطي توجيهات عبر مكبّر الصوت إضافة إلى زيارات مشبوهة إلى المكان سجّلت عشية الحدث.

وأشار خبراء إلى أنّ أعمال العنف التي قام بها مناصرو الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب كانت عمومًا غير منظمة وفوضوية وتتصف بعفويتها. لكنّ مقاطع الفيديو والصور والاتصالات التي تم تحليلها مذّاك توحي بمستوى مقلق من الاستعداد.

ويظهر في أحد المقاطع المصورة رجال يرتدون زياً عسكرياً يصعدون أدراج الكابيتول في خط مستقيم، عابرين حشد المتظاهرين باتجاه أبواب المبنى.

وفي الداخل، صوّر العديد من الأشخاص حاملين أشرطة بلاستيكية يمكن استخدامها كأصفاد، ما فُسّر بأنّه توجّه مسبق لأخذ رهائن.

تنسيق 

ولاحظ الكثير من المسؤولين الذين كانوا داخل المبنى أنّ المتظاهرين الذين قاموا بتخريب مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي كانوا يعرفون المبنى من الداخل رغم تعقيدات تصميمه.

أحد المتظاهرين داخل مكتب بلوسي

وقال النائب الديموقراطي جيمس كليبورن في مداخلة عبر شبكة "سي بي اس"، "كانوا يعرفون أين يتجهون"، مضيفاً "نعم، شخص ما داخل المبنى كان متواطئاً".

وأوقف نحو 15 شخصاً ورجّحت وزارة العدل إمكانية توجيه تهم إلى أكثر من 200 شخص. ولفت المدعي العام في واشنطن مايكل شروين المشرف على التحقيق إلى "مؤشرات تنسيق" بين المعتدين، خصوصا بين من كانوا داخل المبنى وآخرين خارجه.

زيارات استطلاعية 

وأوضح شروين أنّ "الأولوية" تكمن في معرفة ما إذا كان ثمة "هيكل قيادة" وفرق منظمة.

وقال "سيستغرق الأمر أسابيع، إن لم نقل أشهراً، للوقوف على الدوافع الحقيقية لبعض المجموعات". وأضاف في الوقت نفسه "لا دليل حتى الآن على وجود فرق مكلّفة القتل أو الخطف، أو حتى الاغتيال".

وكانت النائبة الديموقراطية ميكي شيريل أشارت إلى أنّ أنصارًا لترامب قاموا بـ"زيارات استطلاعية مشبوهة" في الكابيتول في اليوم السابق للهجوم.

وكتبت في خطاب وجهته إلى شرطة الكابيتول أنّ الزوار "لا يمكنهم دخول المبنى إلا من خلال عضو (في الكونغرس) أو أحد الموظفين".

"الاستيلاء" على المبنى

ويجذب مقطع فيديو اهتماماً خاصاً، يظهر فيه متظاهرون يجتمعون في إحدى الغرف ليقرروا خطوتهم اللاحقة بعد النجاح في الوصول إلى الداخل.

وعبر نافذة كسِر زجاجها، تبث سيّدة ترتدي قبعة وردية تعليمات عبر مكبّر الصوت لأشخاص صاروا في الداخل.

وقالت "يا شباب، لقد ذهبت إلى الغرفة الأخرى"، مضيفة "في الغرفة الأخرى، على الجانب الآخر من ذاك الباب هناك، حيث أنتم بالضبط، ثمة نافذة. إذا كان شخص ما - إذا كانت مكسورة فعندها بالإمكان الوصول إلى غرفة بالأسفل".

ولفتت إلى "وجوب التنسيق إذا كنتم تريدون الاستيلاء على المبنى".

إلا أنّ ماتيو فيلدمان، من مركز الأبحاث البريطاني حول اليمين المتطرف، يشير إلى أنّ هذا لا يكفي للحديث عن عملية مخطط لها أو تواطؤ.

وقال إنّ المتظاهرين "لا يبدون منظمين لكن من الواضح أنه كان بين الحشود بعض العناصر المنظمين". ولفت إلى وجود عناصر من جماعات يمينية متطرفة معروفة بعنفها على غرار "ثري برسنترز" و"أوث كيبرز" و"براود بويز".

ووفقاً له، فإنّ وجودهم واكتشاف قنابل يدوية الصنع في مكان قريب، إضافة إلى تهديدات ودعوات إلى القبض على مسؤولين في الكونغرس، كلّها مؤشرات "إرهاب".

"حرب" على الكابيتول

 وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كشفت الثلاثاء  الماضي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي حذّر من "فوضى عارمة" في مبنى الكابيتول قبل يوم من أعمال الشغب.

 وبحسب الصحيفة فقد أصدر مكتب "إف بي آي" في فرجينيا تحذيراً داخلياً قبل يوم من أعمال الشغب العنيفة في مبنى الكابيتول بأن المتطرفين كانوا يستعدون للسفر إلى واشنطن لنشر الفوضى.

ووفقا للصحيفة، تمت الموافقة على إصدار تقرير المعلومات في اليوم السابق لأعمال الشغب في الكابيتول، والذى رسم صورة رهيبة للخطط الخطرة، بما في ذلك الأفراد الذين يشاركون في العنف، ونقاط التجمع المحتملة للمتآمرين المحتملين للالتقاء في كنتاكي، بنسلفانيا، ماساتشوستس وساوث كارولينا والتوجه في مجموعات إلى واشنطن.  

المصادر:
وكالات
شارك القصة