Skip to main content

إنشاء مناطق عازلة بغزة.. تحقيق لـ"العربي" يكشف حجم اقتطاع الأراضي

السبت 3 فبراير 2024
أظهرت صور الأقمار الاصطناعية الدمار الهائل الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة - الأناضول

تقصت وحدة التحقق من خلال المصادر المفتوحة في التلفزيون "العربي" عمليات جيش الاحتلال لإنشاء منطقة عازلة على طول قطاع غزة، وكشفت عن ممارسات تندرج ضمن جرائم الحرب الدولية.

وبدأ البحث برصد الموقع الذي أعلن الاحتلال عن تدميره في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي زعم أنه تابع لحركة حماس. وبتحديد هذا الموقع وجد فريق "العربي" أنه يبعد مسافة 1.36 كيلومتر عن السياج الأمني. كما أن موقع عملية المغازي لا يبعد أكثر من 600 متر عن السياج الأمني. 

وبحث الفريق عن تفاصيل هذه المنطقة من خلال رصد صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي و20 يناير/ كانون الثاني.

المناطق العازلة شمال قطاع غزة

وتبين أنها تكشف عن ملامح المنطقة شمال قطاع غزة، وهناك أنهى الاحتلال إنشاء المنطقة العازلة بعمق 1.06 كيلومتر تقريبًا، وهي مساحة كفيلة باقتطاع مساحة 10.65 كيلومترًا مربعًا من غزة. 

وفي بيت حانون، انتهت مراحل إنشاء هذه المنطقة بعد تدمير الاحتلال للأراضي بعمق 1.23 كيلومترًا، مقتطعًا كذلك نحو 6.35 كيلومترًا مربعًا من مساحة القطاع.

أمّا في مدينة غزة، كشفت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل الذي طال المنطقة الحدودية للمدينة مع السياج الأمني وبالأخص في منطقة حي الشجاعية وذلك في عمق يقارب 1.04 كيلومترات، ما يعادل بحساب المساحة الكاملة 9.61 كيلومترًا مربعًا. 

منطقة عازلة مقابل مخيم المغازي

وبالانتقال إلى وسط القطاع، تظهر صور الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال على وشك الانتهاء من إنشاء المنطقة العازلة المقابلة لمخيم المغازي والتي وصل فيها عمق التدمير في بعض المناطق إلى 1.8 كيلومترات.

وفي مقارنة واقع منطقة المغازي بين السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي و20 يناير/ كانون الثاني يمكن ملاحظة حجم الدمار الهائل الذي حلّ بها، حيث اختفت عشرات المباني عن الخريطة من أجل إنشاء الاحتلال لمنطقته العازلة.

وتشابهت الصورة أيضًا عند المناطق الحدودية الأخرى مع السياج الأمني في وسط قطاع غزة. لنجد أن مساحة الأراضي التي تم عزلها في المنطقة تبلغ 10.44 كيلومترًا مربعًا. 

مساحات شاسعة من الدمار جنوبًا

أمّا جنوبًا، أنهى جيش الاحتلال المنطقة العازلة في جزئها المتاخم لمدينة القرارة شمال خانيونس بمساحة 4.5 كيلومترات. 

كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية مساحات شاسعة من الدمار على طول الحدود المتاخمة لكل من عبسان الكبيرة وخزاعة شرق خانيونس بنحو 10.36 كيلومترًا مربعًا، في حين تظهر بعض المباني المدمرة في بقية حدود قطاع غزة الجنوبية مع السياج الأمني بمساحة تبلغ 13.03 كيلومترات.

وبالتالي، فإن المنطقة العازلة في جنوب قطاع غزة ستشمل هذه المناطق ومعها تصبح مساحة الأراضي المعزولة على طول الحدود مع القطاع نحو 65 كيلومترًا مربعًا، وهو ما يعادل 17.8% من إجمالي مساحة قطاع غزة، دون احتساب ما ستفعله إسرائيل بمحور فيلادلفيا برفح. 

المادة 53 من اتفاقية جنيف والمنطقة العازلة الإسرائيلية

وتعد ممارسات الاحتلال لإنشاء المنطقة العازلة جريمة بحسب القوانين الدولية، إذ تحظر المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة أن تقوم دولة الاحتلال بتدمير أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات إلّا إذا كانت لضرورة أمنية. 

كما تنص المادة 54 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف على أنه يحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والموارد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين. 

وتنص المادة 55 من اتفاقية لاهاي على أنه يُنظر لدولة الاحتلال أنها مجرد مدير منتفع من المباني العامة وعليها المحافظة على رأس مال هذه الأملاك والتعامل معها باعتبارها أملاكًا خاصة. 

فهدم المباني وتفخيخ الأراض يمثل خطة قديمة جديدة تتبعها إسرائيل للسيطرة على أراضي غزة في وقت دمّرت فيه آلة الحرب أغلب مساكن القطاع. 

ويخلص ما كشف عنه فريق "العربي" من أدلة وتحليل لخرائط إلى تآكل نحو خمس مساحة قطاع غزة تقريبًا حتى الآن بسبب ممارسات الاحتلال التي تحمل تداعيات واسعة على حياة السكان فيه. 

المصادر:
العربي
شارك القصة