Skip to main content

إهمال ودمار.. "العربي" ينقل صورًا صادمة للمسرح القومي السوداني

الإثنين 10 أكتوبر 2022

يعاني المسرح القومي السوداني منذ سنوات من إهمال ودمار كبير في جميع مرافقه، وسط مخاوف من انهياره، لتغيب عنه العروض المسرحية والفنية بعد أن كان أحد أهم المراكز الثقافية في السودان وأعرقها.

وكشف المدير الإداري للمسرح القومي محي الدين محمد لـ"العربي" عن الإهمال الكبير الذي لحق بالمسرح، مظهرًا كيف تسللت المياه إلى داخل الغرف منذ عام 2005 قبل أن يمتلئ المكان تمامًا بالماء تدريجيًا.

وأكد محمد أن المكان مهدد بالانهيار، حتى أن المولد الكهربائي غارق في المياه وكل المعدات اللوجستية من ستارات وإنارة وهندسة صوت بحاجة إلى تحديث.

فتظهر أثار التصدعات والدمار في كل جوانب المسرح فيما تغض الدولة طرفها منذ 17 عامًا عن هذا المكان الثقافي، لتختفي العروض عن خشبته المهترئة التي كانت ذات يوم تضج بالأعمال الفنية، ويصبح المسرح القومي مجرد ملجأ للطيور والخفافيش.

الإهمال والدمار في المسرح القومي السوداني

مبادرة المسرحيين 

إلا أن الواقع الذي وصل إليه المسرح القومي، دفع المسرحيين السودانيين من خلال مبادرة "أهل المسرح للمسرح" لنجدته، ورغم ذلك لا يرى عدد منهم مستقبلًا لهذا الفن من دون دعم الدولة المباشر.

وقال محمد عبد الله الممثل المسرحي إن المكان غير مهيأ للعروض، ويردف "لو أردنا عرض أعمالنا في مكان غير مجهز فإن الجمهور لن يحضر وسيسألون أين تعرض المسرحية".

الإهمال والدمار في المسرح القومي السوداني

على من تقع المسؤولية؟

ومن العاصمة السودانية، أشار شمس الدين يونس أستاذ الدراما والمسرح في جامعة الخرطوم للعلوم والتكنولوجيا إلى أن المسرح القومي يعيش أسوأ أيامه وحالاته، بحيث تكاد أن تكون البنية التحتية للمبنى منهارة تمامًا وهذا الوصف قد يشمل أيضًا مختلف المسارح في البلاد على حد وصفه.

وحمّل شمس الدين يونس في حديث مع "العربي"، المسؤولية الكبرى لما وصل إليه المسرح السوداني لوزارة الثقافة والإعلام كونها المسؤولة المباشرة عن المسرح القومي باعتباره يتبع لإدارة الوزارة.

وأضاف أنه في السابق "كان المسرح القومي شبه هيئة منفصلة، تخصص له ميزانياته وبرامجه ودعمه الحكومي الملتزم الذي يأتي مباشرة من وزارة المالية.. ولكن في الآونة الأخيرة غابت ميزانيات التنمية المعنية بالصيانة والإنشاءات الجديدة وتطوير وتحديث المباني وخلق بيئة صالحة لتقديم الفنون المسرحية المختلفة".

الإهمال والدمار في المسرح القومي السوداني

في هذا الإطار، رأى يونس أستاذ الدراما والمسرح في جامعة الخرطوم للعلوم أن المرسوم الدستوري السابق الذي صنف المسرح القومي على أنه مؤسسة اتحادية، غير معني بالإنتاج المسرحي وبالتالي توقفت الميزانية وغابت الإنتاجات المسرحية ما انعكس سلبًا على النشاط الفني في الخرطوم ومختلف الولايات.

وعن المبادرات المجتمعية الثقافية بهذا الخصوص، قال يونس أن باستطاعتها إصلاح بعض الأمور ولكن مثل هذه المسارح تتبع للحكومة وليس للنقابات الفنية، فيجب بالتالي "أن تكون موجودة في إستراتيجية الدولة وميزانيات الحكومة".

المصادر:
العربي
شارك القصة