Skip to main content

احتجاجات إيران.. الأمم المتحدة تتهم الحكومة بالإهمال في مواجهة "وضع كارثي"

الجمعة 23 يوليو 2021
المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه

أعلن الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي اليوم الجمعة، أنه لا يمكن توجيه اللوم للإيرانيين الذين يحتجون على نقص المياه في جنوب غرب البلاد، ودعا المسؤولين إلى معالجة هذه المشكلة.

وقال مسؤول بالشرطة: إن احتجاجات على نقص المياه امتدت من إقليم خوزستان جنوب غرب البلاد، إلى منطقة مجاورة خلال الليل حيث قُتل شاب وأُصيب سبعة، وألقى باللوم على "مناهضين للثورة".

وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31 للجمهورية الإسلامية، لكنها تعاني من موجة جفاف منذ مارس/ آذار.

وتشهد المحافظة الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، احتجاجات منذ الخميس الماضي على خلفية شح المياه.

"ليست هينة"

ونسبت محطات تلفزيونية رسمية إلى خامنئي قوله عن الاحتجاجات: "أبدى الناس استياءهم.. لكن لا نستطيع فعليًا أن نلوم الناس وينبغي حل مشكلتهم. لأن مشكلة المياه ليست هينة، لا سيما في الطقس الحار في خوزستان".

وأضاف: "الآن بفضل الله، تعمل كل الهيئات الحكومية وغير الحكومية (لحل أزمة المياه)، وستواصل العمل بكل جد".

ونظّم متظاهرون في اليكودرز بإقليم لُرستان مسيرة للتعبير عن تأييدهم للاحتجاجات في إقليم خوزستان المجاور في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، في الليلة الثامنة من الاحتجاجات. وأظهرت لقطات فيديو محتجين وهم يهتفون بشعارات مناهضة لخامنئي.

وأظهرت لقطات أخرى من اليكودرز شابين وقد أصيبا بأعيرة نارية في ما يبدو. 

ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن مسؤول في الشرطة قوله: إن عددًا من الأشخاص اعتُقلوا بعد الاضطرابات وإطلاق النار في اليكودرز.

وقُتل شرطي واحد على الأقل وثلاثة شبان في احتجاجات سابقة. وألقى مسؤولون باللائمة في سقوط قتلى على مثيري الشغب، لكن نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أفادوا بأن المحتجين قُتلوا على يد قوات الأمن في خوزستان.

"أسلحة فتاكة"

وأشارت منظمة العفو الدولية اليوم الجمعة، إلى أن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا خلال الحملة المستمرة منذ أسبوع.

وقالت المنظمة: "تأكدت العفو الدولية من صحة لقطات الفيديو.. وتتسق مع روايات من على الأرض، تشير إلى أن قوات الأمن استعملت أسلحة أوتوماتيكية فتاكة ومسدسات.. والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين".

وأوضحت (نت-بلوكس)، التي تراقب حجب خدمات الإنترنت، أنها يمكنها "أن تؤكد انقطاعات واسعة النطاق أبلغ عنها مستخدمون لخدمات الهاتف المحمول، بما يتّسق مع حجب لخدمة الإنترنت في مناطق بهدف السيطرة على الاحتجاجات".

"وضع كارثي"

من جانبها، أكدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه اليوم الجمعة أنه من الأفضل أن تعالج السلطات الإيرانية مشكلة شح المياه في جنوب غرب إيران، بدلًا من قمع الاحتجاجات بالعنف.

وأضافت باشليه في بيان بعد احتجاجات هذا الأسبوع، التي اعتبرت أنها قمعت بعنف وأسفرت عن سقوط ضحايا، "على الحكومة التركيز على تأثير الأزمة الرهيبة لندرة المياه في حياة سكان خوزستان وصحتهم وازدهارهم، وعلى احتجاجات المواطنين اليائسين بعد سنوات من الإهمال".

واتهمت باشليه الحكومة الإيرانية بالإهمال في مواجهة "وضع كارثي".

وتابعت: "إطلاق النار على الناس وتوقيفهم لن يؤديا إلا إلى زيادة الغضب واليأس"، موضحة أن المصابين رفضوا الذهاب إلى المستشفى خوفًا من أن يتم توقيفهم.

وتوجّهت إلى الحكومة التي عليها خصوصًا إصدار تعليمات واضحة للشرطة باحترام المعايير الدولية قائلة: "لم يفت الأوان بعد لتغيير الأساليب".

"تحسين الوضع بالتشاور مع الشعب"

كما دعت باشليه الحكومة الإيرانية إلى التعامل مع مشكلات خوزستان "بجدية"، و"اتخاذ إجراءات فورية" وطويلة الأجل لتحسين الوضع بالتشاور مع الشعب.

وذكرت باشليه أربع حالات وفاة بين صفوف المتظاهرين بالإضافة إلى شرطي، لكنها أوضحت أن معلومات غير مؤكدة تشير إلى عدد أكبر من الضحايا.

وألحق أسوأ جفاف تشهده إيران منذ 50 عامًا أضرارًا بالمنازل والحقول والماشية، وأدى لانقطاعات في الكهرباء.

وأُصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل لأسباب منها العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إضافة إلى جائحة كوفيد-19. 

ويحتج عمال، بمن فيهم الآلاف في قطاع الطاقة الحيوي، ومتقاعدون منذ أشهر مع تزايد السخط بسبب سوء الإدارة وارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدل التضخم.

"انتفاضة شعبية"

ويؤكد الباحث في الشأن الإيراني حسن راضي، أن "لا مواجهات، بل انتفاضة شعبية للشعب العربي في الأحواز؛ ليس بسبب الجفاف أو قلة المياه بل بسبب سياسة التجفيف الهادفة إلى التهجير والتغيير الديموغرافي والتطهير العرقي الذي تقوم به السلطات الإيرانية منذ عقود".

ويوضح في حديثه لـ "العربي" من لندن، أن "النظام الإيراني يريد قطع المياه عن الأحوازيين بشكل متعمد، ونقل المياه المخزن خلف السدود، إلى محافظات أخرى".

ويتحدث عن وجود 14 قتيلًا برصاص الحرس الثوري الإيراني وقوات الأمن الذي أطلق بشكل مباشر تجاه المنتفضين.

ويلفت إلى أن خامنئي يعرف جيدًا أن سبب الانتفاضة هو سياسات النظام، التي تم اتخاذها من مجلس الأمن القومي ومن بيت المرشد.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة