Skip to main content

استخدام كلمات أجنبية في المحادثات.. ما دلالات هذه الظاهرة؟

الثلاثاء 7 يونيو 2022

يلجأ البعض خلال محادثاته وبطريقة عفوية أو مقصودة ربما لاستخدام لغات أجنبية، بوصفها لغة سامية تؤمن للمتحدث شعورًا فوقيًا متعاليًا.

وتزداد هذه الظاهرة يومًا بعد يوم بخاصة لدى الشعوب الأقل تقدمًا والتي تتماهى مع الشعوب المتقدمة، وتعد ظاهرة لغوية – اجتماعية، إذ يعبر عنها بمصطلح snobisme ذي الأصل الإنكليزي.

وتترسخ ظاهرة استعمال المفردات الأجنبية في الإذاعات والتلفزيونات العربية، إذ يعتقد مقدمو البرامج أن إدماج عبارات أجنبية كفيل بأن يجعل تدخلاتهم أكثر جاذبية للجمهور.

وتدعو ظاهرة استعمال المفردات الأجنبية إلى التفكير المعمق في العلاقات السلطوية التي تختفي وراء ظاهرة التقليد هذه.

وينم استعمال المفردات الأجنبية عن عقدة يظن صاحبها أن اللغة المقلدة لغة سامية يتكلمها شعب أسمى، وبمجرد التشبه به يهبه هذا السمو نفسه.

ما هي أسباب استخدام الكلمات الأجنبية؟

وفي هذا الإطار، أوضح أستاذ اللسانيات في الجامعة اللبنانية الدكتور غسان مراد، أن هذه الظاهرة قديمة لكنها ليست كما هي عليه الآن، مشيرًا إلى أنها كانت تستخدم فيما يسمى التناوب اللغوي عند الشخص الذي يتحدث لغتين.

وأضاف في حديث لـ"العربي" أنه في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم وانتشار المصطلحات المستحدثة أصبحت هذه الظاهرة شائعة، وتستخدم بشكل كثيف من الجميع لعدة أسباب، منها الارتقاء لمرتبة معينة من اللغات والتمييز المجتمعي والطبقي.

وبيّن مراد أن كثافة استخدام اللغات الأخرى لها تأثيراتها وأسبابها، إذ جاءت بعد فترات الانتداب، ولا سيما الفرنسي الذي وصفه بأنه استعمار ثقافي ومحاولة لتغيير المجتمعات بدءًا باللغة التي تعد هوية الفرد.

ولفت إلى أن المجتمعات تعيش الآن في مرحلة "التمظهر" الذي يسعى من خلالها الفرد تسليط الضوء عليه، بأنه يتحدث أكثر من لغة ولديه العديد من المفردات.

وتابع مراد أن لجوء الوسط الإعلامي إلى استخدام اللغات الأجنبية هو لإبراز صورة المذيع للمشاهد بأنه يتقن عدة لغات، مما له تأثير سلبي على المحتوى وتركيز الصورة فقط على المذيع.

المصادر:
العربي
شارك القصة