Skip to main content

الأكل خفية والشعور بالذنب.. "نهم الطعام" اضطراب يستدعي العلاج

الأحد 25 ديسمبر 2022

يعد نهم الطعام اضطراب الأكل الأكثر شيوعًا في العالم، حيث يصيب ما بين 0.6% و2.3% من الناس.

ووفق الإحصائيات، تصيب هذه الأزمة الإنسان بمعدل مرتين إلى 3 مرات أكثر من اضطراب فقدان الشهية العصبي، علمًا أن الحالات آخذة في الارتفاع، بحسب صحيفة "ذا كونفرزايشن".

ويُعتبر فقدان السيطرة على كميات الطعام المتناولة من أهم أعراض المرض، وفقًا لموقع "أم دبليو أن" الألماني الذي يعنى بالصحة. 

ورغم شيوعه، لا يدرك الكثير من الأشخاص المصابين باضطراب نَهَم الأكل أنهم مصابون به، مما يعني أنهم لا يتلقون تشخيصًا حتى بلوغهم الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر.

الخروج عن السيطرة

ما يميز اضطراب الأكل بنهم بعيدًا عن الإفراط في الأكل العرضي أو فترات الأكل العاطفي، هو الشعور بالخروج عن السيطرة عند تناول الطعام.

ومن علامات هذا الاضطراب: تناول كميات كبيرة من الطعام حتى دون الشعور بالجوع، والأكل بسرعة أكبر من المعتاد، إضافة إلى الشعور بالاشمئزاز أو المزاج السيئ أو الشعور بالذنب بعد تناول الطعام.

ومن المهم اكتشاف هذا الاضطراب مبكرًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

اضطراب الصحة العقلية

وتعد مشاكل الصحة العقلية الأخرى شائعة أيضًا، حيث أبلغ ما يصل إلى 70% من المصابين عن اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو القلق.

وحاول حوالي ربع الأشخاص المصابين باضطراب نَهَم الأكل الانتحار، بحسب الصحيفة، حيث يؤثر على الحياة اليومية للشخص.

وفي حديث سابق إلى "العربي"، أشارت طبيبة الصحة العامة سهى نصر الدين، إلى أن نهم الطعام يحصل في فترات الوحدة، ويترافق مع شعور المصاب به بالذنب والخوف من انكشاف أمره.

ولفتت في حديثها من بيروت، إلى أن أسبابه قد تكون وراثية أو نفسية أو حتى صحية نتيجة خلل في الغدة الدرقية. 

ضرورة التدخل الطبي

وأوضحت نصر الدين أن النساء هنّ أكثر إصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالرجال، مؤكدة أن المريض يحتاج لأذن تصغي له، وليس للضغط عليه.

ولعلاج نهم الطعام يُنصح بالخضوع لعلاجات نفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي، والذي يمكن أن يساعد على فهم العوامل التي تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وعلى تعلم عادات الأكل الصحية وآليات التأقلم.

ويمكن أن تكون العلاجات النفسية فعالة للغاية في مساعدة الأشخاص على التوقف عن الأكل بنهم، وفي تحسين أعراض حالات الصحة العقلية الأخرى التي قد يعانون منها.

وبحسب صحيفة "ذا كونفيرزايشن"، وُجد أن العلاجات الدوائية، مثل مضادات الاكتئاب، مفيدة في الحد من الإفراط في تناول الطعام، لكنها تنطوي على مخاطر الآثار السلبية مثل الصداع والأرق والغثيان والتعب، وهي أقل فعالية من العلاج النفسي.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة