Skip to main content

الأولى في العالم.. العلماء يزرعون أذنًا ثلاثية الأبعاد من خلايا مريض

الإثنين 6 يونيو 2022

في إنجاز طبي حصل مريض ولد بأذن يمنى صغيرة مشوهة جراحيًا على غرسة ثلاثية الأبعاد، وهي عملية رائدة لأن أنسجة الأذن الاصطناعية هذه مصنوعة من خلايا المريض نفسه.

وكانت العملية جزءًا من تجربة سريرية، مما يعني أنه لا يزال يتعين إزالة العديد من العقبات أمام اعتماد التقنية المعتمدة. لكن الشركة التي تقف وراء العملية الناجحة تصفها بأنها الأولى من نوعها في العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "3دي بايو" دان كوهين: "نعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تطبع فيها شركة بنية كاملة ومعيشية ومهندسة وزرعها في مريض لاستبدال جزء من الجسم إما ولد من دونه أو فقده بسبب صدمة أو مرض". 

إنجاز واعد

ووصف كوهين العملية بأنها إنجاز واعد ولا سيما للمرضى الذين يعانون من صغر الأذن، وهي حالة السيدة التي تبلغ 20 عامًا والتي خضعت لعملية زرع الأذن.

وتؤثر هذه الحالة على ما يقدر بنحو واحد إلى خمسة من كل 10000 شخص يولدون، وفقًا لـ "كليفلاند كلينك".

وبحسب موقع "سي نت"، قال أرتورو بونيلا، جراح ترميم الأذن للأطفال الذي قاد الجراحة: "بصفتي طبيبًا عالج آلاف الأطفال الذين يعانون من صغر الأذن من جميع أنحاء البلاد وحول العالم، فإنني أعلم ما قد تعنيه هذه التقنية لمرضى صيوان الأذن وعائلاتهم". 

وأشار بونيلا إلى أن الطريقة الجديدة لإعادة بناء الأذن يمكن أن تمهد الطريق لعلاج صيوان الأذن وهي أسهل بكثير من الأساليب الجراحية الحالية، التي تتطلب تقنيات اجتياحية مثل استخدام غضروف الضلع لتشكيل الأذن.

من جهتها، قالت المريضة أليكسا، التي شاركت في التجربة السريرية، لصحيفة "نيويورك تايمز": "إنك تهتم أكثر بصورتك عندما تكون مراهقًا... قال بعض الناس أشياء لم تكن مدروسة، وبدأت تزعجني". وأضافت أنه بعد الجراحة "أعتقد أن تقديري لذاتي سيزداد".

زراعة الأذن الطبيعية

أجريت عملية زراعة الأذن الطبيعية المزروعة بالخلايا في مارس/ آذار من هذا العام. وتم أخذ خلايا تسمى الخلايا الغضروفية، وهي المسؤولة عن تكوين الغضاريف الضرورية للأذنين، من أذن المريض المصابة. ثم تمت زراعة هذه الخلايا، مما ساعدها على التكاثر، لذلك كان هناك مجموعة للعمل معها. 

وبمجرد توافر عدد كافٍ من الخلايا، مزجها الفريق بحبر حيوي قائم على الكولاجين يُسمى "كولفيفو"، والذي يشبه النسخة البيولوجية من حبر الطابعة العادي الذي يتوافق بدلًا من ذلك مع الطابعات ثلاثية الأبعاد من الدرجة الطبية.

وبذلك قام الفريق بطباعة ثلاثية الأبعاد لتعكس حجم وشكل الأذن اليسرى للمريض، وتغطيتها في دعامة هيكلية واقية وأجرى العملية.

ولم يتم الكشف عن التفاصيل الدقيقة للعملية، ولكن وفقًا للشركة، فإن كلًا من الغلاف الواقي والأذن نفسها ستنضجان مع مرور الوقت وتختلط مع المريض. أو كما قال كوهين ببساطة: "لقد زرعنا أذنًا حية وزرعناها في مريض".

عظام بشرية بنظام ثلاثي الأبعاد

وفي العام الماضي وفي تقنية مشابهة، أتاح اختراع جديد طباعة عظام بشرية بالجسم مباشرة بنظام ثلاثي الابعاد من الخلايا الحية للفرد. وقد توصّل باحثون أستراليون لهذا الاختراع عبر حبر قابل لطباعة ثلاثية الأبعاد، مع الخلايا الحية من دون استعمال المواد الكيميائية السامة.

ويقول الأستاذ المساعد في جامعة نيو ساوث ويلز كريستوفر كيليا: "هذا الحل هو أول مثال حي لزراعة خلايا خزفية داخل الخلايا الحية لطباعة العظام، وهذا يتيح الفرصة التي تمكننا من زراعة العظام مباشرة في جسم المريض من دون تعقيدات".

ويحتوي هلام الحبر الحيوي على خلايا عظام حية في جسم المريض، ففي محلول فوسفات الكالسيوم الضروري لتكوين العظام، تتصلب الخلايا في غضون دقائق من تعرضها لسوائل الجسم متحولة إلى بلورات عظمية متشابكة.

ولا يعتبر تصميم طباعة ثلاثية الأبعاد لهياكل محاكاة العظام أمر جديد، فقد عمل مهندسو الطب الحيوي على طباعة عظام بشرية بالتقنية ذاتها. ويمكن تصنيعها حسب الطلب لتعوض النقص في عظام المريض، إلاّ أن التقنية الجديدة تسمح بإجراء العملية بدرجة حرارة الغرفة لأول مرة متيحة تكوين العظام على الفور داخل غرفة العملية الجراحية.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة