الأيام المقبلة "هي الأخطر".. مقاتلو طالبان يدخلون الجزء العسكري من مطار كابل

في تطوّر ميداني بارز، كشف مراسل "العربي" أن القوات الخاصة التابعة لحركة طالبان دخلت الجزء العسكري من مطار كابل الخاضع لسيطرة القوات الأميركية.

يأتي ذلك في وقت حملت الأمم المتحدة، الحركة مسؤولية ضمان تأمين المطار اعتبارًا من مطلع سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي: "سيكون على عاتق السلطات المسؤولة أي حركة طالبان، ضمان وجود نظام في المكان وتأمينه لكي يعمل المطار بشكل طبيعي".

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر بالقيام "بكل ما يلزم لحماية القوات الأميركية في مطار العاصمة الأفغانية.

الأيام القادمة "هي الأخطر"

وأعلن البيت الأبيض، بعد يوم من هجوم في كابل أودى بحياة العشرات من بينهم 13 جنديًا أميركيًا أن مستشارين أبلغوا الرئيس جو بايدن، اليوم الجمعة، بأن الأيام القليلة المقبلة من عملية الترحيل الجارية من أفغانستان ستكون الأكثر خطورة إلى الآن.

وصدرت تلك التحذيرات خلال اجتماع بغرفة الطوارئ عقده بايدن مع مسؤولين في الأمن القومي والجيش ووزارة الخارجية بعد الهجوم الدامي الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من المطار.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان إن المستشارين أبلغوا بايدن بأن من المرجح وقوع هجوم آخر في كابل على الرغم من أنهم وضعوا خططًا لضرب متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ردًا على الهجوم الأول.

 وقالت ساكي إن القادة أبلغوا بأيدن بأن لديهم الموارد التي يحتاجون إليها.

والقوات الأميركية الموجودة في الميدان بأفغانستان في حالة تأهب تحسبًا لمزيد من الهجمات بينما تستمر جهود الإجلاء قبل مهلة 31 أغسطس/ آب للانسحاب الكامل من البلاد.

طالبان طلبت من واشنطن إبقاء وجود دبلوماسي

في غضون ذلك، طلبت حركة طالبان من الولايات المتحدة الحفاظ على وجود دبلوماسي في أفغانستان بعد استكمال انسحابها الثلاثاء، لكن واشنطن لم تتخذ قرارًا بهذا الصدد بعد، على ما أفاد مسؤولون أميركيون الجمعة.

وقال المسؤولون إن قادة طالبان يريدون أن تبقي الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة سفاراتها مفتوحة بعد 31 آب/أغسطس.

وتخلت واشنطن عن سفارتها وسحبت آخر دبلوماسييها الذين لم يتم إجلاؤهم بعد إلى مطار كابل الذي يتولى الجيش الأميركي أمنه.

لكن العسكريين الأميركيين سيغادرون نهائيًا الثلاثاء ولن يعود هناك بعد ذلك قوات يمكنها ضمان أمن دبلوماسيين في حال طلب منهم الرئيس جو بايدن البقاء في البلد.

طالبان "تطمئن" الأفغان

وفيما يحاول آلاف الأفغان اللحاق بآخر الرحلات المغادرة لمطار كابل قبل انقضاء مهلة عمليات الإجلاء الغربية الأسبوع المقبل، وجّه شير محمد عباس ستانيكزاي نائب رئيس اللجنة السياسية في طالبان رسالة طمأنة لهم.

وقال المسؤول الكبير في طالبان، اليوم الجمعة، إن الأفغان الذين يحملون وثائق سليمة سيكون بمقدورهم السفر في أي وقت في المستقبل، وذلك في كلمة نقلها التلفزيون بهدف تبديد المخاوف من اعتزام الحركة تشديد القيود على الحريات.

وتابع ستانيكزاي: "ستُفتح الحدود الأفغانية وسيتمكن الناس السفر في أي وقت من أفغانستان وإليها". داعيًا الأفغان إلى الاصطفاف لإعادة بناء بلدهم، قائلًا إن واجب الأشخاص المدربين والمتعلمين العودة إلى العمل.

وأضاف: "الأجواء مهيأة أمام الأطباء والمهندسين والمعلمين الذين تحتاجهم أفغانستان وأمام الناس الذين يشتغلون بكل المهن سواء كانت مدنية أو عسكرية. الكل مدعوون للبدء في العمل".