Skip to main content

الاستراتيجيات الدفاعية في الخليج.. هل تكفي للاستغناء عن التبعية للغرب؟

الإثنين 4 أكتوبر 2021

تنفق بلدان الشرق الأوسط ومن بينها دول الخليج منذ عقود أموالًا طائلة على قطاع الدفاع، وتنتهج سباقات التسلح.

لكن، رغم ذلك، لا ترتقي صناعاتها الحربية واستراتيجياتها الدفاعية إلى مستوى يمكّنها من الاستغناء عن التبعية الغربية، وتبديد المخاوف الأمنية.

إزاء ذلك، تُطرَح تساؤلات عن الجدوى من تخصيص تلك الموازنات الضخمة، وكيف تبدو الاستراتيجيات الدفاعية لدول الخليج اليوم في ضوء المتغيرات الدولية وميول واشنطن للانكماش العسكري خارج حدودها وإعادة تموضعها في المنطقة.

قيادة عسكرية خليجية موحّدة

خلال الأسابيع الأخيرة، سحبت الولايات المتحدة من السعودية جزءًا من منظومتها الدفاعية المتطورة، من بينها بطاريات صواريخ باتريوت، من قاعدة الأمير سلطان الجوية.

وطرحت الخطوة التي تزامنت مع تحولات في المواقف الأميركية، تساؤلات بشأن قدرة واشنطن على تمسّكها بالتزاماتها إزاء المملكة والمنطقة.

لكنّ السؤال الأبرز يحيلنا إلى الاستراتيجيات الدفاعية لدول الخليج واستعداداتها لما يمكن أن تفرضه تقلّبات القرارات الأميركية ووجودها المعادل لإيران في المنطقة.

والحديث هنا عن قيادة عسكرية خليجية موحدة كقوات درع الجزيرة الذي أنشئ في ثمانينيات القرن الماضي لردع أي عدوان عسكري، لكنه لم يصمد أمام اختلاف التصورات الأمنية والرؤى السياسية في المنطقة، ما صعّب على صانعي القرار توحيد الصفوف وتطوير القدرات العسكرية.

تباينات في سياسات التسلح

وقد فاقمت هذه الاختلافات تباينات في سياسات التسلح بين دول أنفقت مبالغ باهظة لتعزيز قدراتها العسكرية كالسعودية، أو دخلت سوق السلاح العالمي ونظّمت معارض سنوية كالإمارات، أو دول أخرى عوّلت على الدبلوماسية السياسية والعسكرية لضمان أمنها.

لكن التبعية العسكرية للمصنّعين وتحالفاتهم أو التعويل على حلول بديلة كتنويع مصادر التسليح؛ تبقى عائقًا أمام تطوير المنظومات الدفاعية لبلدان نفطية كانت قادرة على اكتساب التكنولوجيا وتطويرها وتأمين احتياجاتها العسكرية بإنشاء مصانع حربية على أراضيها.

"غدر وخيانة"

ينطلق الخبير في الاستراتيجية العسكرية صبحي ناظم توفيق من سحب الولايات المتحدة من السعودية جزءًا من منظومتها الدفاعية، واصفًا الأمر بأنّه "غدر وخيانة".

ويقول في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول: إنّه سبق أن انسحبت الولايات المتحدة بشكل مزر من أفغانستان، وقبل ذلك في عام 2011 من العراق وقبل ذلك من الصومال ولبنان وفيتنام وهكذا.

ويستغرب مثل هذا التصرف مع المملكة العربية السعودية، التي يعتبرها من أعظم حلفاء الولايات المتحدة خلال العقود الخمسة الماضية على الأقل، مشيرًا إلى أنّ الرياض أصبحت في هذه الحالة في موقف صعب؛ نظرًا لامتلاك الحوثيين صواريخ بالستية ربما تصل إلى العاصمة الرياض بالذات.

ويلفت إلى أنّ قوات درع الجزيرة كانت مصمّمة للأغراض الداخلية، بمعنى أنّه إذا ظهرت مشاكل داخلية فإنّ هذه القوة تتدخل مثلما تدخلت في البحرين، مستبعدًا وجود خطة دفاعية متكاملة تشمل الدول الستّ الأعضاء في مجلس التعاون.

استدارة أميركية نحو بحر الصين

من جهته، يتحدّث الخبير في الاستراتيجية العسكرية فايز الدويري عن مستويين من الاستراتيجية في أميركا: الاستراتيجية العظمى والاستراتيجيات التخصصية العسكرية والسياسية والاقتصادية.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من الأردن، إلى أنّه في مستوى الاستراتيجية العظمى هناك استدارة أميركية نحو بحر الصين، لافتًا إلى وجود تقارب روسي صيني، في حين أنّ روسيا هي القوة العسكرية المنافسة والصين هي القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية المنافسة.

وانطلاقًا من ذلك، يرى أنّه كان لزامًا على صنّاع القرار في الولايات المتحدة العمل على استدارة استراتيجية لمواجهة التهديد الصاعد والذي يغطي المجالات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والأمنية.

ويشير إلى أنّ هذه الاستدارة نتج عنها استراتيجية أميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا: "يجب على دول الخليج أن تكون قادرة على الدفاع عن مصالحها بقدراتها الذاتية وليس اتكالاً على السلاح الأميركي".

المصادر:
العربي
شارك القصة