Skip to main content

الجانب المظلم للشعور بالملل.. هل يدفع صاحبه للتصرف بسادية؟

الخميس 13 يناير 2022
من يحاول إرضاء الآخرين يشعر بعدم الارتياح إن غضب أحدهم منه

وجد الباحثون في جامعة "آرهوس" الدنماركية أن الأشخاص الذين يشعرون بالملل سيتصرفون بشكل أكثر سادية للتخفيف من مشاعر الملل، وهذا يشمل مشاهدة صور المصابين أو حتى التفكير في إيذاء الآخرين، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وراجع الفريق البحثي تسع دراسات شملت أكثر من 4000 شخص، وخلصت إلى أن الميول السادية بدت أكثر وضوحًا بين الأشخاص الذين يبلغون عن التعرض المزمن للشعور بالملل في الحياة اليومية.

وتُعرّف السادية بأنها اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بإلحاق الألم بالطرف الآخر أو الشخص ذاته. كما يُنظر إليه أحيانًا على أنه سمة شخصية "مظلمة" بجانب النرجسية والميكافيلية والاعتلال النفسي.

نُشرت الدراسة الحديثة في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي: العلاقات الشخصية والعمليات الجماعية"، والتي تجمع العديد من الدراسات لمعرفة ارتباط الاثنين بالضبط، وفقًا لتقارير "ريسيرتش ديجيست". 

ارتباط الملل بالسادية

وشملت الدراسة الأولى 1780 شخصًا من الولايات المتحدة وألمانيا والدنمارك، ممن أكملوا تقييمات شخصية تقيس مدى احتمالية شعورهم بالملل في حياتهم اليومية.

وطُلب من المشاركين الإبلاغ عن مدى ارتباطهم بعبارات محددة مثل "العديد من الأشياء التي يجب أن أفعلها رتيبة ومتكررة" و"غالبًا ما أجد نفسي في نهايات فضفاضة".

كما طُلب منهم الإبلاغ عما إذا كانوا قد تعرضوا لقسوة مع أشخاص في المدرسة الثانوية أو استمتعوا بإيذاء الآخرين أو إذلالهم. وأظهرت الدراسة أن من أفادوا بالملل اعترفوا أيضًا بالسلوك السادي.

ثم راجع الباحثون الدراسات التي بحثت في الملل والسادية بين أنواع مختلفة من الناس وفي بيئات مختلفة.

وبحسب "ديلي ميل"، ركّز أحدها على أفراد الجيش الأميركي، الذين يتصرفون بسادية تجاه بعضهم البعض عندما يشعرون بالملل أثناء خدمتهم.

الآباء والأطفال

كما استكشفت دراسة أخرى ما إذا كان الآباء يتصرفون بسادية تجاه أطفالهم. وشمل البحث مشاركين من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، حيث سُئلوا عما إذا كانوا يستمتعون بالضحك على حساب أطفالهم أو يستمتعون بإيذائهم. وأظهرت النتائج أنه عندما أفاد الأهل بفعل ذلك لاحظوا أنهما شعروا بالملل في ذلك الوقت واستخدموا السلوك السادي للتخفيف من الشعور.

ولاستكشاف الرابط بين الملل والسادية بشكل أكبر، نظر الفريق في العمل الذي ينطوي على الملل الناجم عن التجارب.

وكتب الفريق في الدراسة الجديدة: "عندما لا يكون هناك بديل، فإن الملل يزيد من السلوك السادي في جميع المجالات، حتى بين الأفراد ذوي النزعة السادية المنخفضة".

المصادر:
ترجمات
شارك القصة