الجزائر والمغرب في ليلة للتاريخ.. مباراة الأشقاء التي فاز بها العرب

حظيت مباراة المنتخبين الجزائري والمغربي ضمن بطولة كأس العرب، أمس السبت، بإشادات واسعة تخطت حدود البلدين باتجاه مواقع التواصل العربية، حيث أثنى رواد المنصات الإلكترونية والخبراء والمحللون بالمستوى الذي قدمه لاعبو المنتخبين، والإثارة التي تخللتها المباراة. 

وحقّقت المباراة رقمًا قياسيًا عالميًا، حيث تجاوز عدد مشاهدي البث المباشر على يوتيوب للمباراة المليون و600 ألف مشاهد، وهو رقم لم يحرزه أي بث مباشر في العالم منذ انطلاق منصة يوتيوب عام 2005.

فقد نجح المنتخب الجزائري في الوصول إلى المربع الذهبي لبطولة كأس العرب المُقامة حاليًا في قطر بعد تجاوزه المنتخب المغربي، في مواجهة ماراثونية تجاوزت زمن الوقت الأصلي للمباراة إضافة للشوطين الإضافيين، لتُحسم باللجوء إلى ضربات الجزاء. 

وجاء هذا "الدربي المغاربي"، كما يُطلق عليه، ليقدم الفريقان الشقيقان واحدة من أفضل مباريات هذه البطولة على مختلف مستوياتها.

وقدم المنتخبان "وجبة دسمة" كروية، تخللتها أهداف رائعة لا سيما هدف يوسف البلايلي الذي بات الهدف الأجمل في البطولة، وأشبع اللاعبون الجماهير الكروية في الملعب وخارجه، حماسة وإثارة وأداء. 

وأجمع رواد مواقع التواصل العرب على أحقية المنتخبين بالتأهل معًا لولا شروط مسابقات كرة القدم، لا سيما بعد الأداء المغربي الذي اتسم بالقوة البدنية والمجهود الكبير، وتألق القائد بدر بانون الذي وقع كمدافع اسمه على ثلاث مباريات في البطولة.

تهنئة رئاسية

وهنأ رئيس الجزائر عبد المجيد تبون المنتخب لتأهله، فيما وجه رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن رسالة إلى لاعبي المنتخب الأخضر، قائلًا: "كنتم على قلب رجل واحد. بعزيمة و إصرار صنعتم التأهل، فمبروك لمنتخبنا الوطني بلوغه المربع الذهبي في كأس العرب". 

وبعث صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة في البلاد، برقية تهنئة إلى المدرب مجيد بوقرة واللاعبين، جاء فيها :”لقد منحتمونا لحظات رائعة من البهجة الممزوجة بالفخر والاعتزاز وأنتم تفوزون بكل روح رياضية وبعد 120 دقيقة من الإبداع والمتعة والروح القتالية". 

وخرجت الجماهير الجزائرية أمس في العاصمة، واحتفلت لساعات متأخرة بالفوز، وسط إطلاق كثيف للمفرقعات النارية، وكذلك فعلت الجماهير التي واكبت المنتخب في العاصمة القطرية الدوحة. 

بدوره أعرب مجيد بوقرة مدرب المنتخب الجزائري عن سعادته بالفوز، وعلق عقب نهاية المباراة قائلًا: "كانت مواجهة صعبة كما توقعنا وشهدت محاولات لكل الفريقين حيث صنعنا عدة فرص لم نتمكن من ترجمتها إلى أهداف". وتابع: "كان هناك مجهود بدني كبير في المباراة كما توقعنا وكنا مطالبين أن نكون في أعلى درجات التركيز لأن هذه المباريات تلعب على جزئيات صغيرة جدًا".

وخسر المغرب اللقب الذي أحرزه في النسخة الأخيرة التي أقيمت في السعودية، حيث حقق المنتخب المغربي لأول مرة اللقب على حساب المنتخب الليبي في المباراة النهائية التي انتهت لصالح أسود الأطلس بضربات الترجيح (3-1)، وكان المنتخبان قد تعادلا في الوقت الأصلي (1-1)، وهو اللقب الأول والوحيد لمنتخب المغرب. 

وحمل مدرب المغرب الحسين عموتة مسؤولية الهزيمة للاعبين، معتبرًا أنهم لم يكونوا في المستوى المطلوب منهم خلال اللقاء، لكن عموتة بدوره لاقى عدة انتقادات من جماهير المغرب، التي أسفت على خسارة أسود الأطلس، خصوصًا بعد الجهد البدني والفني خلال المباراة، كما سألت التعليقات عن فعالية الهجوم، ولا سيما أن هدفي المغرب سجلهما لاعبا الدفاع النهيري وبانون.

هدف البلايلي والعلم الفلسطيني

وطغت تفاصيل المباراة على سواها من الأحداث في العالم العربي، مساء أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، بدءًا من هدف البلايلي التاريخي، حيث احتل اللاعب صدارة المنصات، ولقي إشادات واسعة من معظم الناشطين العرب الملمين بكرة القدم.

وفي الشوط الإضافي الأول أحرز البلايلي هدفه في تمام الدقيقة 102، مطلقًا تسديدة صاروخية استغل بها تقدم الحارس المغربي، لتركن في الشباك بقوة. 

وكان لفلسطين حضورها في المباراة التي جمعت الأشقاء باستاد الثمامة، حيث عمد لاعبو الجزائر إلى رفع العلم الفلسطيني عقب الفوز، وطافوا به أرجاء الملعب. وارتدى المدرب بو قرة عقب نهاية المباراة الكوفية الفلسطينية التقليدية،. 

ولا تزال أصداء المباراة لغاية اليوم الأحد، تحظى بتعليقات عديدة وملاحظات، نظرًا للتشويق الذي رافقها، حيث صنفها البعض أنها واحدة من أجمل المباريات في تاريخ البطولة، بينما اعتبر البعض الآخر أنها أجملها على الإطلاق، وشكر آخرون اللاعبين من المنتخبين على المستوى الكروي المميز، وطال الشكر أيضًا قطر بإصرارها على استضافة البطولة، التي سنحت للجماهير العربية أن تحظى بلقاء كروي مميز.