Skip to main content

الحرب على كارتيلات المخدرات في صلب محادثات بلينكن في المكسيك

الجمعة 8 أكتوبر 2021
واشنطن تريد "الاحتفاظ بالمكاسب المهمة" التي حققتها مبادرة ميريدا

يناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، في المكسيك إطارًا جديدًا للحرب المشتركة بين البلدين على كارتيلات المخدرات.

وتريد الولايات المتحدة تحديث برنامج عمره 13 عامًا معروف باسم "مبادرة ميريدا" يوفر القوة العسكرية الأميركية والمساعدة الفنية والتدريب الأمني؛ لقوى الأمن المكسيكية في حربها على المخدرات.

تحديث التعاون الثنائي

وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "نعتقد أننا سنرى تحديثًا لتعاوننا الأمني الثنائي".

وأضاف: أن واشنطن تريد "الاحتفاظ بالمكاسب المهمة"، التي حققتها مبادرة ميريدا و"أن يتعمق هذا التعاون وأن يكون لدينا نهج محدث يراعي تهديدات اليوم".

غير أن الحكومة المكسيكية ذهبت أبعد من ذلك، وطالبت بوقف مبادرة ميريدا.

البحث عن مشاريع تنموية

وحسب ما أعلن الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور فإن بلاده لم تعد تريد مروحيات مقاتلة وأسلحة أخرى لمحاربة مهربي المخدرات، وحض في المقابل الولايات المتحدة على الاستثمار في تعاون اقتصادي في المنطقة.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال لوبيز أوبرادور: "لا نريد أن يكون الأمر كالسابق عندما أحضروا لنا مروحية مقاتلة والتُقطت صورة للسفير الأميركي مع الرئيس".

ويرى أنه ينبغي الاستثمار في مشاريع تنمية في المنطقة، تسهم ليس فقط في مكافحة تهريب المخدرات بل في وقف تدفق المهاجرين، وهذا تحد آخر كبير تواجهه الدولتان.

ويعقد بلينكن، الذي يرافقه وزير الداخلية الأميركي أليخاندرو مايوركاس، محادثات مع لوبيز أوبرادور ومسؤولين مكسيكيين كبار آخرين من بينهم نظيره مارسيلو إبرارد، خلال الزيارة التي تستمر يومًا واحدًا.

ماذا تريد المكسيك؟

بموجب مبادرة ميريدا، أعطت الولايات المتحدة للمكسيك نحو ثلاثة مليارات دولار منذ 2008 لتدريب قوات تطبيق القانون، ومعدات مثل مروحيات بلاك هوك.

وفي الوقت نفسه ركزت السلطات الأميركية على مساعدة المكسيك في اعتقال كبار تجار المخدرات مثل خواكين "إل تشابو" غوزمان، وإرسالهم إلى الولايات المتحدة للمثول أمام قضائها.

وستغتنم المكسيك فرصة المحادثات الثنائية مع وزير الخارجية الأميركي للدفع نحو خطوات لتسريع عمليات تسليم مطلوبين بين البلدين، وخفض تدفق السلاح من الولايات المتحدة، كما قال إبرارد هذا الأسبوع.

وفي أغسطس/ آب، رفعت المكسيك دعوى قضائية غير مسبوقة بحق شركات أميركية كبرى لتصنيع السلاح أمام محكمة في بوسطن، على خلفية تدفق السلاح بشكل غير قانوني عبر الحدود، والذي تقول: إنّه يؤجج أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات.

مبادرة ميريدا "ماتت"

وتشهد المكسيك أعمال عنف دامية مرتبطة بعصابات المخدرات، أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ أن نشرت الحكومة الجيش في الحرب على المخدرات عام 2006.

ويعتقد العديد من الخبراء أن استراتيجية نشر الجيش فشلت لأنها تسببت في تشرذم الكارتيلات لتصبح خلايا أصغر أكثر عنفًا، فيما استمر تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.

والإطار الأمني الجديد سيركز "ليس فقط على الجريمة، بل أيضًا على الأسباب الكامنة وراء الجريمة"، وفق مسؤول كبير في الإدارة الأميركية.

وقال: "سوف ننظر في طرق يمكننا معها زيادة الجهود المشتركة لخفض الطلب على المخدرات".

وسيستمر البلدان في ملاحقة الكارتيلات ومختبراتها وسلاسل إمداداتها، وفق المسؤول.

ولن يكون التوصل لإستراتيجية مشتركة جديدة سهلًا، وفق مايكل شيفتر رئيس مركز الحوار الأميركي للأبحاث ومقره الولايات المتحدة. وقال: إنّ "مبادرة ميريدا ماتت بالفعل".

ورأى أنه "من المتوقع أن تضغط المكسيك من أجل مساعدة أميركية كبيرة واستثمارات في الجزء الجنوبي للبلاد، لكن مع ضغوط الميزانية والأولويات الأخرى في واشنطن، من غير المرجح أن يلقى ذلك قبولا لدى المسؤولين الأميركيين".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة