Skip to main content

السلاح المتفلت في لبنان.. سوق سوداء نشطة وضحايا في تزايد

الأحد 10 يناير 2021

الموت برصاصة طائشة بات ظاهرة مألوفة في لبنان. فإطلاق النار في الهواء حزنًا أم ابتهاجًا تحوّل إلى فلكلورٍ شعبي، ومثلهما إشهار السلاح في الخلافات الشخصية. حتى تلك التي يتنازع فيها طرفان على موقف سيارة.

ويتكرر السيناريو الأليم بفصوله المتشابهة، كلما أرسلت فوهات الأسلحة الطائشة ذخيرتها إلى الآمنين في الشوارع والبيوت. 

وسجل ضحايا السلاح المتفلت في لبنان مُثقل بالمآسي. إحداها لعائلة الشابة إليان، التي خرجت للاحتفال مع الأصدقاء بعيد ميلادها، لكنها عادت إلى ذويها بنعش أبيض إثر إصابتها برصاصة طائشة حوّلتها جثة.

سارة ياغي هي أيضًا من عداد الضحايا الناجين من الرصاصات الطائشة. واستذكرت بمرارة أمام عدسة برنامج "عين المكان" كيف اخترقت رصاصة ذهبية لامعة مجهولة المصدر وجهها. ثم حمدت الله على سلامة ابنتها التي كادت تتلقى الرصاصة لو بقيت في مكانها إلى جانبها.

بنفس الألم تحدّث كل من عمران طلال وحسين عذاب عن أوجاعهما جراء السلاح المتفلت، ومرّا على الذيول الجسدية والمادية والنفسية للحادثتين العصيتين على النسيان.. 

بدوره حسين ياغي الذي كان خبر الحزن لفراق شاب يصفه بـ "من زينة شباب مدينة بعلبك"، أسس في العام 2016 جمعية "Safe Side" للتوعية ضد إطلاق النار في الهواء وكوارث الرصاص الطائش. وقال لـ "عين المكان"إن الغاية من التأسيس كانت التأكد من عدم ذهاب دم ذاك الشاب هدرًا.

وتقوم الجمعية بتوزيع المنشورات وتضع نصب أعينها مهمّة نشر الوعي لدى الجيل الجديد، من خلال زيارات للمدارس والجامعات، على أمل أن تؤثر الفئة العمرية المستهدفة على مجتمعها كله.

وعلى الطرف الآخر، يشير تاجر سلاح أخفى ملامح وجهه إلى أن تجارته هي كأي تجارة أخرى تخضع لقانون العرض والطلب. ويوضح أن دوره وبقية تجار السلاح يكمن في تأمين هذه السلعة لمن يطلبها، غير أن الفارق هو في كونها تجارة ممنوعة قانونًا.

تاجر آخر تحدّث للبرنامج عن ازدهار تشهده تجارة الأسلحة في لبنان تزامنًا مع الأزمات التي تمر بها البلاد، شارحًا أن الناس يشترون السلاح للحماية والدفاع عن النفس.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة