Skip to main content

الشخصية المزيفة.. "قناع" أم "ذكاء اجتماعي"؟

السبت 13 مارس 2021

فرضت وسائل التواصل الاجتماعي مفاهيم جديدة لشخصية الإنسان، تعكس صورة معدلة للوجوه وفقًا لتقنيات "الفلاتر"، في عالم افتراضي يسعى البعض عبره لإظهار صورة مثالية عن حياتهم.

وجعل هذا العالم من الحديث عن الشخصية المزيفة للإنسان أكثر تداولًا.

كيف نحدد الشخصية المزيفة؟

ويوضح محمد عبد الله، وهو مدرب في القيادة وتطوير الأداء، أن حجم اتساع الهوة بين أفعال الشخص وأقواله يحدّد مدى زيف الشخصية.

ويكون الشخص أقرب إلى الحقيقة كلما اقتربت أفعاله وأقواله إلى حد التطابق. وكلما زادت المساحة بين مشاعر الفرد الخارجية تجاه الأشخاص وتلك الداخلية تجاههم، يزيد زيف الشخصية.

ويعتمد تقييم التزييف على كل من الشخص، أي المُرسل والآخر التي يتواصل معه، أو المتلقي.

ويقول عبد الله في حديث إلى "العربي": "إن بعض الأشخاص يتمتعون بذكاء يصعّب اكتشاف زيف شخصيتهم". وفي المقابل، يشير  إلى دور ذكاء المتلقي في اكتشاف الشخصية المزيفة.

ويسهل فهم البعض للشخصيات التي يتعاملون معها، حيث يتمتعون بالقدرة على قراءة لغة الجسد والصوت والعيون.

حياة مثالية وذكاء اجتماعي

ولا تعكس الصور والقصص التي يشاركها الأشخاص على صفحات وسائل التواصل حقيقتهم بالضرورة، وفقًا لعبد الله.

ويقول: "إن الإنسان غالبًا ما يسعى لإظهار نفسه وحياته بصورة مثالية، جميلة وجذّابة". ويهدف البعض لإرساء فكرة أن حياته أفضل من غيره.

ويلجأ البعض الآخر إلى مشاركة الصور عبر صفحات مواقع التواصل بحثًا عن التقدير والمواساة، فيما يسعى آخرون إلى زيادة أعداد المتابعين.

ويؤكد عبدالله أن الإنسان غالبًا ما يرتدي الأقنعة، ولكن التحدي الأكبر يكون بمدى قدرته على تغليب شخصيته الحقيقية على تلك المزيفة، التي يعكسها للآخرين.

ويتخذ التزييف شكلًا من أشكال المرونة أو الذكاء الاجتماعي في بعض الأحيان. ويؤكد عبد الله أن ذلك مطلوبًا، فلا يمكن إظهار مشاعر الغضب في جميع المواقف، مثلًا. كما يشير إلى أهمية عدم تعارض هذه المرونة مع قيم الفرد ومبادئه الأساسية.

وغالبًا ما يفشل الأشخاص بإخفاء الشخصية الحقيقية طويلًا، ولكنهم يدفعون ثمن ادعائهم بالحياة المثالية، حيث يصعب على المحيط تقبّل حدوث مشاكل في حياتهم.

المصادر:
العربي
شارك القصة