Skip to main content

القرار الأممي بالتحقيق في انتهاكات الاحتلال.. رغبة دولية بضرورة معاقبة إسرائيل

الجمعة 28 مايو 2021

اعتمد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة قرارًا وُصف بـ"التاريخي"، تنشأ بموجبه على وجه السرعة لجنة تحقيق دولية مستقلة في الانتهاكات التي ارتُكبت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في القدس والضفة الغربية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

هي المرة الأولى على الإطلاق التي تمتد فيها ولاية لجنة تحقيق دولية لتشمل الجرائم ذات البعد العنصري التي تُرتكب داخل الخط الأخضر.

وستبحث اللجنة أيضًا في الجذور والأسباب التي تقف خلف هذه الانتهاكات، وتلميح واضح لإنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري. واللجنة هي ذات ولاية زمنية مفتوحة رغم تحفّظ الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس.

ويُثير التحفّظ الأوروبي والرفض الأميركي الإسرائيلي تكهّنات بشأن تكامل عمل لجنة التحقيق؛ فالامتناع الإسرائيلي قد يعرقل عمل اللجنة داخل الخط الأخضر وحتى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحتى لو تمكّنت اللجنة من الوصول إلى غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، فإن ولايتها تفتقد إلى صلاحيات الملاحقة، ويقتصر دورها على الاستخلاصات والتوصيات.

فالمجلس الذي انبثقت اللجنة عنه، لا يتمتّع بهذه الصلاحيات، ودوره يقتصر على إصدار توصيات غير ملزمة. إلا أن خارطة المؤيدين للقرار تُشجّع على استثماره دوليًا سياسيًا وحقوقيًا.

هو زخم دولي يُضاف إلى صوت المحكمة الجنائية الدولية التي أعلنت في مارس/ آذار الماضي، فتح تحقيق بشأن جرائم محتملة في الأراضي الفلسطينية.

وأصبحت الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين الذين يطالبون بوضع خطة موحدة للاستفادة من هذا الزخم، لمنع إفلات إسرائيل من العقاب، ودفع القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمامات الدولية.

أهمية القرار أنه يشمل أراضي 48

يؤكد الباحث المتخصّص في شؤون الأمم المتحدة عبدالحميد صيام من نيويورك لـ"العربي" أن مجلس حقوق الإنسان سبق أن اتخذ قرارات مهمة بشأن تحقيقات حول مجازر حصلت في فلسطين المحتلة، لكنّه أشار إلى أن أهمية القرار الحالي تكمن في أنه شمل أراضي 48.

ويشير صيام الى أن عمل اللجنة لن ينتهي عند فترة العدوان بل سيستمرّ في مراقبة أوضاع حقوق الإنسان.

ويؤكد أن هذه اللجنة ستوثّق كل الانتهاكات الإسرائيلية تمهيدًا لوضعها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

قرار تاريخي

بدوره، يصف مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، من غزة، قرار مجلس حقوق الإنسان بأنه قرار "تاريخي" نظرًا لبعديه الزماني والمكاني المهمين.

ويضيف أبو سعدة لـ"العربي" أن القرار يؤكد اختلاف نظرة العالم إلى العدوان الإسرائيلي على غزة لصالح فلسطين، مشيرًا إلى رغبة دولية عارمة بضرورة معاقبة إسرائيل.

تغيّر طفيف

ويقول الكاتب السياسي محمد المنشاوي من فلوريدا لـ"العربي": إن التأييد الأميركي لإسرائيل "راسخ لا يتبدّل بتبدّل الإدارات والأشخاص"، لكن هناك "تغير طفيف أو جرأة في الداخل الأميركي لمعارضة إسرائيل".

ويشير المنشاوي إلى أن عددًا من أعضاء الكونغرس بدأوا يُعارضون إسرائيل علانية.

المصادر:
العربي
شارك القصة