Skip to main content

الملف النووي الإيراني.. هل يكون لقاء فيينا المقبل حاسماً؟

السبت 3 أبريل 2021

وصفت مصادر أوروبية لقاء فيينا المرتقب بالخرق في الملف النووي الإيراني، في وقت قالت الولايات المتحدة الأميركية إنها منفتحة على عقد مفاوضات غير مباشرة مع طهران، لكن إيران سارعت برفض المفاوضات من دون رفع العقوبات عنها أولاً.

واستطاع الأوروبيون عبر اللجنة المشتركة للملف جر الطرفين إلى حوار لم تتضح معالمه لغاية الآن في فيينا الثلاثاء القادم. ولاقت الدعوة لذلك الحوار ترحيب المندوب الروسي الذي وصفها بـ"خطوة على المسار الصحيح". 

ورحّب البيت الأبيض بالاجتماع المزمع عقده في العاصمة النمساوية، حيث وضع الاتحاد الأوروبي قائمتين للتفاوض، تتمحور الأولى حول العقوبات الأميركية، والثانية حول التزامات نووية يتوجب على طهران الالتزام بها.

وفيما يتأرجح الموقف الإيراني بين المرحب للخطوات الأوروبية تارة واستئناف رفع مستويات التخصيب والتشدد حيال الانفتاح الأميركي الطارىء تارة أخرى، تزداد الضبايية حول ما ستؤول إليه الأمور في لقاء فيينا.

تفاوض لا تراجع

يقول الباحث السياسي الإيراني مصدق مصدق بور إن رغبة إيران في التفاوض لا تعني التراجع، مشددًا على أن طهران "منذ البداية مع الحلول الديبلوماسية، لكن واشنطن حاولت استفزاز إيران من خلال طرح شروط تتعلق باجراء تعديلات أساسية على الاتفاق المبرم في 2015".

ويرجح بور أن يكون إجتماع فيينا المقبل حاسماً، ويعتبر أنه قد يضع المفاوضات على السكة الصحيحة.

ويرى مصدق أن واشنطن لا تريد الحل، بل تقوم من خلال تلك الوساطات بالبحث عن تراجع إيراني محتمل، كما يعتبر أن ثمة رؤيتين في مركز القرار الأميركي، الأولى تتمثل في دوائر البيت الأبيض التي تلجأ إلى التريث كون الملف الإيراني لا يحظى بالأولوية في إدارة بايدن، كما يفضل بعضهم انتظار نتائج الانتخابات الإيرانية.

أما الرؤية الثانية فهي تتعلق بإحراج إيران عبر استفزازها بتصويرها كأنها تتمرد على الاتفاق، الأمر الذي سيسمح بوضعها تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة على حد تعبير بور.

واشنطن جادة

يشير الباحث السياسي الأميركي ماثيو كرونيغ الى أن لقاء فيينا خطوة صغيرة لكنها بغاية الأهمية لجلب الطرفين نحو مفاوضات مباشرة بعد انتظار بعضهما بعضًا، سواء من جهة طهران التي تطالب برفع العقوبات، أو واشنطن التي تطالب بوقف نشاطات إيران النووية الإضافية .

ويعتقد كورنيغ أن إدارة بايدن جادة بالعودة إلى اتفاق 2015 بعناوين عريضة تتعلق بصواريخ إيران الباليسيتة ودورها المزعزع لأمن المنطقة. ولم يستبعد كرونيغ رفع واشنطن للعقوبات إنما بانتظار خطوات طهران أولاً .

ويرى الباحث الأميركي أن حلفاء أميركا في المنطقة قلقون من هذا النهج المشابه لإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، "لذا فإن على الرئيس بايدن أن يتوخى ضرب تلك التوازنات، وقد يكون الأمر صعباً لذا على إدارة الرئيس الجديد بذل قصارى جهدها".

وقف التصعيد

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي، يعتبر أن الطرفين المعنيين أوقفا التصعيد، وهذه خطوة أولية مهمة، لافتًا الى أن النقطة الايجابية الثانية تتمثل بعودة المفاوضات إلى فيينا حتى ولو بطريقة غير مباشرة، اذ اختارت واشنطن أن تلعب أوروبا دور الوسيط. 

ويتوقع عبيدي أن يتبع لقاء فيينا سلسلة لقاءات أخرى، "لأن اللقاء تجاوز جدلية الخطوة الأولى لدى الطرفين، وبذلك تكون أوروبا قد أسدت خطوة لإدارة بايدن وستقابلها بخطوة لطهران ربما تتعلق برفع جزئي للعقوبات، أو خطوة إنسانية تتعلق بوقف تجميد أموال تحتاجها إيران في عمليات التلقيح".

ويعتبر عبيدي أن مجموعة (4+1) الأوروبية تعلم أن  هدف إيران الأساسي هو المفاوضات المباشرة مع أميركا، وهذا ما قد يحصل لكن بعد بناء شروط الثقة بين الطرفين.

المصادر:
العربي
شارك القصة