Skip to main content

الملف النووي.. تداعيات التراجع الأوروبي عن مشروع قرار لإدانة إيران

الجمعة 5 مارس 2021

قابلت إيران قرار تخلي الأوروبيين عن مشروع قرار يدينها في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالترحيب، وبقبول الاجابة عن مخاوف متصاعدة بشأن برنامجها النووي. 

وعدّت الولايات المتحدة التراجع عن قرار إدانة إيران في مجلس حكماء الوكالة فرصة ثانية لطهران، فيما ظهر تفاؤل أوروبي باستئناف مسار التفاوض.

وقالت مصادر فرنسية إن إيران أعطت إشارات مشجعة في الايام الماضية بشأن بدء محادثات غير رسمية.

ولكن في الإطار العام ما زالت كل من واشنطن وطهران تحافظ على التمسك بعدم المبادرة إلى التنازل. وفي هذا السياق تطرح تساؤلات عن دلالات هذه الخطوة، وهل انطلق بالفعل مسار التفاوض بشأن الاتفاق النووي.

تنفيذ كامل للاتفاق

وتعليقًا على آخر التطورات، أعرب رينو جيرار، الكاتب في صحيفة "لو فيغارو" لـ "العربي" عن اعتقاده بأن "الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يشهد تنفيذًا كاملًا للاتفاق النووي، حتى وإن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عهد إدارة ترمب".

وأضاف: "نحن نعلم أن إدارة الرئيس جو بايدن تود أن تعود إلى الاتفاق لكن ضمن شروط أخرى، وبالتالي ما يهم الاتحاد الأوروبي هو أن تنفذ إيران التزاماتها، وأن تواصل قبولها بعملية التفتيش الكاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ولفت إلى أن فرنسا ودول أوروبية أخرى ترغب في أن تقبل إيران بمباحثات حول قضايا أخرى، ليس فقط حول المسألة النووية ولكن أيضًا حول برنامجها الصاروخي الباليستي ونفوذها في سوريا والعراق ولبنان واليمن. 

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي والرئيس إيمانويل ماكرون الذي أجرى اتصالًا بالرئيس الايراني حسن روحاني قبل أيام، "يودون أن يأخذوا إيران إلى جانبهم وأن تتحول إلى لاعب مسؤول في السلام والاستقرار في المنطقة، وفي الخليج وعموم الشرق الأوسط". 

"الضغط ولّد الانفراجة"

من جانبه، أشار أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان في حديثه لـ "العربي" إلى أنه كان هناك تخوف أوروبي وأميركي بالدرجة الأولى، من أن توقف إيران كامل العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن جرى إصدار هكذا قرار.

وأكد أن هذا التخوف له أساس، لافتًا إلى أن طهران قلصت من حرية عمل الوكالة، وإن كان سيصدر هكذا قرار، فلإيران أيضًا أدوات ضغط مجابهة منها الوقف الكامل للعمل مع الوكالة.

ونفى وجود معلومات دقيقة بشأن ما إذا كان إبلاغ إيران الدول الأوروبية بهذا التهديد دفع الثانية إلى التراجع.

ورأى أن "الضغط الايراني هو الذي ولد هذه الانفراجة وأنهى هذه الازمة المفتعلة". 

"رقعة شطرنج"

من ناحيته، لا يتوقع نائب الرئيس التنفيذي لشبكة "ترانس أتلانتيك" ساشا توبريش، أن تشهد الأيام المقبلة تخفيف العقوبات عن إيران في حال عودتها إلى التزاماتها.

ولفت إلى أن "الوضع أشبه برقعة شطرنج، فإذا ما رفع بايدن العقوبات عليه أن يفعل ذلك في سياق نية حسنة على أمل أن تستجيب القيادة الايرانية وتلتزم بالاتفاق النووي، وتحديدًا ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم".

وأضاف: "ما لم يحدث ذلك في الوقت المنظور، أي في إطار 90 يومًا، ربما تكون أمامنا مشكلة". 

ورأى على مستوى الوضع الاقتصادي أن "الشعب الايراني عانى كثيرًا عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق". 

وأردف: "لكن كيف سيكون بوسع الايرانيين أن يعالجوا هذه الأزمات داخليًا؟، وربما تكون هنالك فرصة أفضل من أجل أن يكون الاتفاق أكثر شمولًا ومن أجل أن يتحسن الوضع في الشرق الأوسط إجمالًا وليس فقط في إيران". 

المصادر:
"العربي"
شارك القصة