Skip to main content

المومياء المصرية الحامل.. كيف حفظ الجنين داخل رحمها لأكثر من ألفي عام؟

الثلاثاء 25 يناير 2022

اكتشف علماء خلال دراسة العام الماضي، مومياء مصرية قديمة كانوا يعتقدون أنها تعود لكاهن من أيام الفراعنة، إلا أن الأشعة السينية واختبارات الكمبيوتر، كشفت أنها مومياء لامرأة كانت حاملًا في شهرها السابع.

وتم العثور على جنين داخل رحم المومياء محفوظ بشكل مثير للإعجاب منذ أكثر من 2000 عام، ومنذ أبريل/ نيسان الفائت يحاول فريق الباحثين بقيادة جامعة وارسو معرفة كيف تم الحفاظ على الجنين كل هذا الوقت وهو داخل بطن والدته.

ووفق "ديلي ميل"، فإنّ الاستنتاج الذي توصل إليه الفريق باستخدام مجموعة من الأشعة المقطعية والأشعة السينية، هو أنه "تم تخليله" مثل البويضة عن طريق تحمض جسد المرأة أثناء تحللها.

ووصلت المومياء المصرية إلى بولندا عام 1826 وكان التابوت آنذاك غنيًا بالألوان والزخارف، وفي عشرينيات القرن الماضي ترجمت النقوش الهيروغليفية على التابوت، علمًا أن المومياء تعود لرجل كاهن يدعى حور جيهوتي عاش في القرن الأول قبل الميلاد.

لذلك لم يتوقع العلماء بعد 3 سنوات من البحوث أن تكشف الضمادات عن امرأة في العشرينيات من عمرها، وحامل في الأسبوع الـ26.

 وعند الاكتشاف لم يتضح سبب عدم إخراج الجنين من بطن المتوفاة أثناء عملية التحنيط، كما لم يعرف جنسه حتى، كونه ملتف في الوضع الجنيني.

أما اليوم فتجري دراسة "السيدة الغامضة" وطفلها الذي لم يولد بعد من قبل عالمة الآثار وعالمة باثولوجيا المومياء مارزينا أواريك-زيلكي من جامعة وارسو البولندية وزملاؤها.

وأوضح الباحثون مؤخرًا أن "الجنين بقي في الرحم ولم يمسه أحد وبدأ، دعونا نقول، يتخلل"، مضيفين: "إنها ليست أكثر مقاربة جمالية للحقيقة العلمية، لكنها تنقل الفكرة!".

ووفق العلماء تنخفض درجة حموضة الدم في الجثث، بما في ذلك محتوى الرحم، بشكل ملحوظ، وتصبح أكثر حمضية، وتزداد تركيزات الأمونيا وحمض الفورميك بمرور الوقت.

كما أن وضعية الجسم وتعبئته بالنيترون حد بشكل كبير من وصول الهواء والأكسجين إلى داخل الرحم، لتكون النتيجة النهائية هي رحم محكم الإغلاق يحتوي على الجنين لم يمس.

وجاء شرح الباحثين البولنديين حول كيفية حفظ الجنين الذي لم يولد بعد على مدى آلاف السنين، بشكل طبيعي، بعد أن نشرت أخصائية الأشعة سحر سليم من جامعة القاهرة المصرية ردًا على ورقة بحث الفريق الأصلية التي تساءلت فيها عن طريقة دراسة الجنين، نظرًا لغياب عظامه في عمليات المسح.

ومع اكتمال الدراسات الأولية للمومياء وطفلها الذي لم يولد، يعمل الباحثون الآن على تحديد سبب ترك المحنطين للجنين في الرحم، عندما تمت إزالة الأعضاء الداخلية للمرأة أثناء إجراء التحنيط، بحيث يرجح العلماء أن يكون للأمر علاقة بالمعتقدات الدينية المصرية القديمة حول الحياة الثانية.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة