النوم أمام المروحة.. هل هو "الحل المثالي" في ظل ارتفاع درجات الحرارة؟
يشكّل النوم أمام المروحة للعديد من الناس، جزءًا من روتينهم الليلي لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
ورغم أن النسيم العليل الناتج عن دوران المروحة يساعد في الحفاظ على الهدوء والراحة أثناء الليل، إلا أن النوم بوجود المروحة قد يكون ضارًا للصحة.
ووجدت دراسة حديثة أنه مع ارتفاع درجات الحرارة ينخفض معدل النوم إلى أقلّ من سبع ساعات يوميًا.
وفيما يلي أبرز المخاطر للنوم بوجود المروحة:
يفاقم الحساسية أو الربو
قال الدكتور راج سي ديديا، الأستاذ المشارك في طب الأنف، والأذن، والحنجرة، وطب النوم، بكلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا، لموقع "لايف سترونغ" الطبي، إن المروحة تثير الغبار والمستضدات الموجودة في الغرفة، أو حتى وبر الحيوانات الأليفة، ما يؤدي إلى تفاقم الحساسية والربو لدى المصابين بهذين المرضين.
يضعف جودة الهواء في الأماكن المغلقة
قد يبدو الجمع بين فتح نافذة وتشغيل مروحة في الليل بمثابة إستراتيجية ذكية للهدوء أثناء النوم، لكنها إستراتيجية ضارة أكثر من كونها نافعة.
وفي هذا الإطار، قال سام هو، رئيس قسم طب الأذن، والأنف، والحنجرة بمستشفى ماونت سيناي في بروكلين، للموقع: "إذا كنت تعيش في بيئة حضرية، حيث يوجد كثير من انبعاث جزئيات الديزل، يمكن للمروحة تدوير ملوّثات الهواء الخارجية في الداخل، وتوجيهها مباشرةً إلى مجرى الهواء العلوي لدى النائم".
ويمكن أن تؤدي هذه الملوّثات إلى تدهور جودة الهواء الداخلي. وأشارت جمعية الرئة الأميركية إلى أن جودة الهواء الداخلي السيئة يمكن أن تسبّب أو تُساهم في الإصابة بسرطان الرئة، وأمراض الرئة المزمنة مثل الربو.
يسبّب الاحتقان
أوضح هو أن وجود تيار مباشر من الهواء متجه إلى النائم يمكن أن يؤدي إلى سحب الرطوبة من جسمه وتجفيف الأغشية المخاطية. وبمجرد أن يتهيّج أنف النائم، فإنه يفرط في إفراز المخاط، إذ تعمل الغدد المخاطية لوقت إضافي للتعويض، وتغطية جميع البقع الجافة في ممر الأنف. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تورم الأغشية المخاطية واحتقان الأنف.
ونصحت الدكتورة لمى تقلا، الاختصاصية في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، في حديث سابق إلى "العربي"، المصابين بالاحتقان الأنفي بالابتعاد عن كل المحسّسات مثل الغبار المنزلي أو وبر الحيوانات، واستخدام الغسولات الأنفية بالماء والملح صباحًا ومساء، أو بخاخ أنفي.
يجعل النائم أكثر عرضة للإصابة بالمرض
عندما تجف الأغشية المخاطية، ومن دون كمية مناسبة من المخاط، يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وأوضح هو: "يوفّر المخاط طبقة من الحماية، بحيث لا يمكن لأي نوع من المهيجات أو الكائنات الحية اختراقه. ولكن بمجرد أن يجف، يصبح الغشاء المخاطي سهل الاختراق. ويكون من السهل الإصابة بنزلة برد".
وأضاف أن جفاف الأغشية المخاطية، يؤدي إلى تشقّقات في الأنف. ويُمكن أن تُصبح هذه الفتحات الصغيرة في الجلد بوابة لدخول البكتيريا، والتسبّب في مزيد من الالتهابات، وحدوث نزيف في الأنف.
نشر الجراثيم
أوضح هو أن النوم مع المروحة لا يؤدي إلى إضعاف دفاعات أنف النائم ضد العدوى المحتملة فقط، ولكن يمكن أيضًا أن ينشر الجراثيم الموجودة في الغرفة. وإذا كنت تشترك في غرفة النوم مع شخص مصاب بنزلة برد، فإن المروحة ستُلقي بعض الجزيئات الفيروسية باتجاهك. بمعنى آخر، يمكن أن يحمل تيار المروحة تدفقًا ثابتًا من الجراثيم والفيروسات باتجاهك أثناء النوم.
تجفيف البشرة
يجفّف أزيز الهواء المنبعث من المروحة الأغشية المخاطية، كما يجفّف البشرة، خصوصًا في المناخ البارد حيث يكون الهواء في الداخل جافًّا وساخنًا.
وقال ديديا إن المروحة تسحب الرطوبة من بشرة النائم، وهذا يُمكن أن يجعله يشعر بالجفاف قليلًا. وعندما ينام الشخص، فإنه يصوم أساسًا (أي لا يشرب الماء)، وبالتالي، فإن استخدام المروحة يساهم في زيادة فقدان السوائل والرطوبة.
هل من سبل للوقاية؟
للتخفيف من الآثار السلبية للنوم بوجود مروحة، ينصح الأطباء بما يلي:
- الحفاظ على منزل صحي عبر التنظيف اليومي.
- وضع وعاء من الماء أمام المروحة، بحيث يحمل الهواء بعض الرطوبة إلى النائم.
- توجيه المروحة إلى الجزء السفلي من الجسم.
- وضع المروحة على بعد ثلاثة إلى ستة أقدام على الأقل من الوجه.
- تخفيف سرعة دوران المروحة.
- استخدام جهاز ترطيب للأجواء.
- إغلاق النافذة.
-
استعمال جهاز تكييف الهواء.
-
الاستعاضة عن المروحة بالنوم بملابس خفيفة.