Skip to main content

انقلاب 1965 ونكسة 1967.. الإبراهيمي يتحدث لـ"العربي" عن كواليس محطات بارزة

الأربعاء 12 أكتوبر 2022

يواصل وزير الخارجية الجزائري السابق والمبعوث الأممي السابق الأخضر الإبراهيمي سرد شهادات مثيرة عن حياته الدبلوماسية الحافلة التي امتدت لأكثر من 6 عقود، واكب خلالها ثورة الجزائر على الاستعمار الفرنسي، وجهود بناء الدولة، والانقلاب الثاني في الجزائر، وغيرها من الأحداث السياسية المهمة في الجزائر والعالم العربي.

وفي الحلقة الثانية من إطلالته ضمن برنامج "وفي رواية أخرى" الذي يقدّمه بدر الدين الصائغ عبر شاشة "العربي أخبار"، يسرد الإبراهيمي مرحلة فجر الاستقلال في الجزائر، وجهود بناء الدولة، كما يكشف عن الخلافات بين أحمد بن بلّة أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال والهواري بومدين الرئيس الثاني للجزائر التي انتهت بانقلاب الثاني على الأول عام 1965.

ويوضح الإبراهيمي أنه بينما اعتبر البعض أن بومدين قام بـ"انقلاب" ضدّ بن بلّة، رأى آخرون أن ما جرى هو "تصحيح ثوري" باعتبار أن بن بلة انحرف عن الخط السليم في الثورة، وبناء الدولة والمجتمع.

تحدث الإبراهيمي لـ"العربي" عن مرحلة فجر الاستقلال في الجزائر وجهود بناء الدولة

"ثورتنا ليست كثورتكم"

في شهادته، يشير الإبراهيمي إلى أن بومدين استطاع خلال سنتين تغيير نظرة المتحفّظين حول العالم تجاه ما قام به، حيث أقرّوا أن ما حصل في الجزائر هو خلاف داخلي موضوعي بين قادة في حركة ثورية سليمة.

ويؤكد أن ما يميّز الثورة الجزائرية هو أن الجزائرين لم يستلموا إدارة الدولة من الفرنسيين على عكس الحركات الثورية المماثلة في الدول العربية الأخرى، مشيرًا إلى أن الجزائريين في تلك الفترة، لم يكن لديهم الخبرة في كيفية إدارة الدولة، وأنهم بدأوا ببنائها من العدم تقريبًا.

وعن زيارة بن بلّة إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، يقول الإبراهيمي إن "الجانب المصري انتبه إلى أن بن بلّة غير راغب بالعودة إلى السلطة"، مستذكرًا ما قاله خلال حديثه إلى عبدالناصر: "ثورتنا ليست كثورتكم، أنتم مجموعة ضباط أدارت الأمر، أما نحن فخضنا حربًا لسبع سنوات شارك فيها الشعب أيضًا".

ويوضح الإبراهيمي أنه بينما كان بن بلّة لا يؤمن بمؤسسات الدولة، قام بومدين بإنشاء المؤسسات، وإن كان على رأسها، وإن لم يوفق في بعض القرارات مثل الزراعة والتأميم، مضيفًا أن بن بلّة لم يُدرك كيف يحافظ على علاقته مع زملائه والشعب الذي ساعده للوصول إلى السلطة.

كما يتحدّث الإبراهيمي عن انتهاج الجزائر سياسة الالتزام بعدم الانحياز عبر السنين، وبالتالي لا يمكن تصنيف الجزائر إطلاقًا بأنها كانت محسوبة على المعسكر الشرقي، وإن كانت العقيدة العسكرية الجزائرية متأثّرة بالاتحاد السوفييتي، بدليل أن البلاد بنت علاقات مع الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين.

أماط الإبراهيمي اللثام عن الخلافات بين أحمد بن بلة والهواري بومدين التي انتهت بانقلاب الثاني على الأول عام 1965

نكسة 1967

وعن علاقة الجزائر مع مصر، وعن تأثير نكسة 1967، يقول الإبراهيمي: إن الجزائر صُدمت بالهزيمة "النكراء"، وأن بومدين زار مصر بعد النكسة بأيام، واتفق مع عبد الناصر على أن يذهب إلى موسكو لطلب تجديد تسليح الجيش المصري، مضيفًا أن الجزائر أرسلت حوالي ألف جندي لحراسة قناة السويس، وطائرات لمحاولة الدفاع عن الأجواء المصرية.

وعن الأجواء التي رافقت استقالة عبد الناصر بعد النكسة، يقول الإبراهيمي إنه كان حاضرًا هناك، وإن عبد الناصر "انكسر" ومرض بعد الهزيمة، وإن خروج الشعب إلى الشوارع كان عفويًا وصادقًا رفضًا للاستقالة.

ويشير إلى أن عبد الناصر بدأ بعد الهزيمة ببناء الجيش المصري من جديد.

وعن تعيينه سفيرًا للجزائر في لندن عام 1971، يؤكد الإبراهيمي أنه شعر بالخوف لأنه اكتشف أنه لا يعرف الغرب سياسيًا، مضيفًا أن الجزائر كان بلدًا ثانويًا بالنسبة للإنكليز، ولذلك سعى إلى جذب المصالح البريطانية إلى الجزائر من خلال تسليط الضوء على الملفات العربية والإفريقية.

وعن الخلاف الجزائري-المغربي عام 1975، يتمنّى الإبراهيمي أن يتوافق الطرفان على التعامل مع "القضية الواحدة" بالتعاون، ولا سيما أن العلاقة مع إسرائيل دخلت على خط الأزمة.

ويؤكد أن الجزائر لم تضمّ أي جزء صغير من الأراضي المغربية.

ويقول الإبراهيمي: إن معظم رؤساء الجزائر تمتّعوا بسلطة حقيقية كبيرة، ولكن لا أحد منهم يستطيع تجاهل رأي الجيش الذي يتمتّع باحترام الجميع، ولكن الجيش، في الوقت نفسه، لم يكن ينفرد بالسلطة، وهو أمر مستمرّ حتى الآن.


المزيد حول هذه الحقبة كما يوثّقها الأخضر الإبراهيمي في الجزء الثاني من إطلالته ضمن برنامج "وفي رواية أخرى" في الفيديو المُرفَق.

المصادر:
العربي
شارك القصة