Skip to main content

بايدن عارضه.. جدل الإجهاض يتجدد في أميركا بعد قرار قاض تعليق رخصة دواء

السبت 8 أبريل 2023

حقق قاض أميركي فدرالي، الجمعة، انتصارًا مدويًا جديدًا لمعارضي الإجهاض في الولايات المتحدة، عبر إلغائه السماح بتسويق حبوب للإجهاض تمت الموافقة عليها منذ أكثر من عشرين عامًا، وتستخدمها نصف مليون أميركية كل عام.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن تصميمه على "محاربة" هذه الخطوة، التي وصفها بأنها "محاولة غير مسبوقة لحرمان المرأة من حريات أساسية".

بدورها، سارعت وكالة الغذاء والدواء الأميركية إلى الطعن في القرار أمام قضاء تكساس، مذكرة في تصريح لوسائل الإعلام الأميركية بأنها صادقت قبل أكثر من عقدين على استخدام حبوب الإجهاض "بناء على دراسة كاملة للأدلة العلمية المتوافرة، وتثبتت من أنها آمنة وفعالة لاستخدامها الموصوف، وهو الوقف الطبي المبكر للحمل".

"لمسة ترمب"

وانفجر الخلاف حول الإجهاض في البلاد، في يونيو/ حزيران الماضي، بعد حكم تاريخي أصدرته المحكمة العليا ومنح كل ولاية أميركية حرية حظر عمليات الإجهاض على أراضيها، ليصدر أمس، وبعد 10 أشهر من الحكم، القاضي ماثيو كاكسماريك المعروف بمواقفه المحافظة المتشددة، قرارًا من تكساس يفترض أن يشمل الدولة بأكملها.

في الوقت نفسه، رأى أحد زملائه في ولاية واشنطن أنه لا يمكن سحب ترخيص تسويق حبوب "ميفيبريستون (آر يو 486) التي تستخدم بالتزامن مع عقار آخر، من 17 ولاية ديمقراطية قدمت له طعنًا في القرار. لذلك، سيعود البت في الأمر بسرعة إلى المحكمة العليا التي عدل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب تشكيلتها بعمق.

ولن يطبق قرار القاضي كاكسماريك قبل أسبوع، إذ إنه ترك مهلة للحكومة الفدرالية لتستأنف القرار. ولا يتوقع أن تتأخر هذه الخطوة.

من جهته، قال وزير العدل ميريك غارلاند في بيان إن "وزارة العدل تخالف بشدة القرار وستستأنفه، وهي تسعى إلى وقف التنفيذ بانتظار ذلك".

"هدف سياسي"

وفي حكمه الصادر في 67 صفحة، يؤكد القاضي كاكسماريك قبوله معظم الحجج الواردة في الشكوى المقدمة في نوفمبر/ تشرين الثاني من قبل ائتلاف من الأطباء والمنظمات المعادية للإجهاض، ضد الوكالة الأميركية للغذاء والدواء (اف دي ايه).

وأشار على غرارهم إلى دراسات حول المخاطر المنسوبة إلى حبوب الإجهاض، على الرغم من أن غالبية المجتمع العلمي يعتبرها ضئيلة إلى حد لا يجدر الأخذ بها، كما يتهم وكالة الأدوية بأنها لم تحترم الإجراءات الواجبة سعيًا لتحقيق هدف سياسي.

وكتب: "هناك أدلة تشير إلى أن وكالة الغذاء والدواء واجهت ضغوطًا سياسية شديدة للتنازل عن احتياطات السلامة من أجل تعزيز الهدف السياسي المتمثل في توسيع الوصول إلى الإجهاض".

"قاض مارق ومتطرف"

منظمة "بلاند بارنتهود" لتنظيم الأسرة التي تتمتع بنفوذ كبير، وتدير عددًا كبيرًا من العيادات التي تجري عمليات إجهاض في البلاد، رأت أن قرار القاضي "غير مسبوق ويسبب أضرارًا كبيرة".

وقالت رئيستها أليكسيس ماكغيل جونسون: "يجب أن نستنكر جميعًا أن يكون بإمكان قاض أن يرفض بصورة أحادية الأدلة الطبية" ليناقض وكالة الغذاء والدواء، مشددة على أن هذا القرار قد تكون له عواقب "تتجاوز الإجهاض".

وانتقدت نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس القرار، معتبرة أنه "غير مسبوق ويهدد حقوق المرأة في جميع أنحاء البلاد". وأعربت عن قلقها بشأن العواقب المترتبة على أدوية أخرى للسرطان أو مرض السكري.

وركز الأعضاء الديمقراطيون في الكونغرس في انتقاداتهم على القاضي كاكسماريك. ووصفته زعيمة الديمقراطيين السابقة نانسي بيلوسي بأنه "قاض متطرف"، بينما رأى زعيمهم الحالي حكيم جيفريز أنه "قاض مارق".

"انتصارًا لصحة النساء"

وكان ماثيو كاكسماريك الذي عينه دونالد ترمب، محاميًا لمنظمة مسيحية قبل توليه منصبه في أماريلو بولاية تكساس وهو القاضي الفدرالي الوحيد هناك. وبتقديمهم شكوى في هذه المدينة، كان معارضو الإجهاض واثقين من أن القضية ستعود إليه.

ولم يخف هؤلاء فرحتهم الجمعة. فأشادت مجموعة "اس بي ايه برولايف أميركا" بما اعتبرته "انتصارًا لصحة وسلامة النساء والفتيات".

وقالت مديرة الشؤون السياسية في المجموعة كاتي غلين إنها "تحلل بدقة" الحكم الثاني، لكن "نأمل أن يتم تصحيح الاستهتار الخطير بحياة النساء من قبل وكالة الغذاء والدواء على مدى عقدين".

وحتى إذا علق القضاء في نهاية المطاف ترخيص وكالة الغذاء والدواء، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل تطبيق القرار. ويرى خبراء في قانون الصحة أنه يجب على وكالة تنظيم الدواء اتباع إجراءات صارمة قبل سحب ترخيص المنتج.

ويمكن أن يضطر الأطباء والنساء للتخلي عن عقار آخر هو "ميزوبروستال" يستخدم مع الدواء الأول لضمان فعالية أكبر ودرجة أقل من الألم.

وقالت إليسا ويلز مؤسسة شبكة "بلان سي" للمعلومات حول حبوب الإجهاض: "لن ندع هذا القرار الجائر يمنع الوصول إلى حبوب الإجهاض" التي يمكن عبر "وسائل بديلة" أن "تصل دائمًا إلى صناديق البريد الخاصة".

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة