بايدن يأمر بفتح تحقيق.. عطل "تقني" أم "هجوم سيبراني" على نظام الطيران الأميركي؟

أقلعت أول طائرة أميركية من مطار لانغارديا في نيويورك بعد رفع إدارة الطيران الاتحادي الأميركي الحظر عن حركة الطيران، عقب عطل تقني طرأ على أنظمتها، ما أدى إلى تأخير مئات الرحلات الجوية في مطارات البلاد وإلغاء بعضها.

من جهته، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن وزارة النقل بفتح تحقيق بشأن العطل، الذي أدى إلى تأخير أكثر من 3700 رحلة، وإلغاء أكثر من 640 رحلة، طالت جميع رحلات الشحن وشركات الطيران التجارية تقريبًا.

وصباحًا، أمرت هيئة الطيران المدني الأميركي شركات الطيران بتعليق جميع الرحلات الداخلية المغادرة حتى الساعة 9:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:00 بتوقيت غرينتش) "للتأكد من سلامة معلومات الطيران ومعايير الأمان، بعد عطل طرأ على أنظمتها.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان-بيير؛ "لا يوجد دليل حتى الآن على أن تعطّل نظام إدارة الطيران الاتحادية ناتج عن هجوم إلكتروني"، مضيفة أن الرئيس "أمر بفتح تحقيق".

"لم تعرف الأسباب بعد"

وأصاب العطل ما يُعرف باسم "إشعار نظام المهمات الجوية" (NOTAM)، الذي يُنبّه الطيارين بشأن المدارج المغلقة والانقطاعات والمخاطر المحتملة الأخرى على طول مسار الرحلة أو في أي موقع قد يؤثر على الرحلة.

وتعتبر الأعطال في نظام "NOTAM" نادرة، حيث قال جون كوكس، طيار سابق ومستشار حالي لسلامة الطيران، لوكالة "أسوشييتد برس" إنه خلال عمله لمدة 53 عامًا في الطيران، لم يشهد عطلًا في النظام.

وشرح دوغلاس كيد، مدير في المنظمة الوطنية للطيران المدني الأميركي، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أنه حتى الآن "لم تُعرف أسباب" العطل الذي طرأ على نظام "NOTAM".

وإذ أشار إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية سبق وواجهت هذه المشكلة عام 2015، أكد كيد أن القلق هو من غياب الأنظمة الرديفة التي يُمكن استخدامها في حال حصول أي عطل طارىء، مضيفًا أن هيئة الطيران المدني الأميركي تستخدم نظامًا واحدًا معرّضًا للأعطال.

وأوضح أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت الإدارة الأميركية أو هيئة الطيران تعلم السبب وراء العطل.

"هجوم سيبراني"؟

من جهتها، أفادت نادين عيتاني، أستاذة إدارة الطيران في جامعة سوراي، في حديث إلى "العربي" من لندن بأن العطل منع تحديث المعلومات الأولية حول مسار الرحلات، مضيفة أن نظام "NOTAM" يربط بين الطائرات في الجو والمطارات على الأرض.   

وأضافت عيتاني أن التقديرات ترجّح أن العطل ناجم عن "هجوم سيبراني"، لأن العطل الفني في أنظمة الطيران محكمة ولديها أنظمة عمل رديفة تقوم بتأمين سير العمليات الجوية إلى أن يتمّ إصلاح العطل في النظام الأساسي.

وأشارت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في الهجمات السيبرانية على أنظمة الطيران وقاعدة البيانات لشركات الطيران والمطارات بنسبة 40%.

وذكرت شركة بيانات الطيران "Cirium"، أنه كان من المقرّر أن تقلع أكثر من 21 ألف رحلة في الولايات المتحدة اليوم، معظمها رحلات داخلية، وحوالي 1840 رحلة دولية إلى الولايات المتحدة.

ولم تتأثر الرحلات الجوية العسكرية التابعة للجيش الأميركي، على غرار رحلات الإمداد، والرحلات الجوية التي تنقل القوات من قاعدة إلى أخرى، لأن الجيش لديه نظام خاص به المنفصل عن نظام هيئة الطيران المدني.

كما لم تتأثّر الرحلات الجوية الأوروبية إلى الولايات المتحدة بشكل كبير.