Skip to main content

بتهمة متعلقة بالإرهاب.. إدانة البطل الحقيقي لقصة فيلم "هوتيل رواندا"

الإثنين 20 سبتمبر 2021
البطل الحقيق لفيلم "هوتيل رواندا" بول روسيساباغينا

أصدرت محكمة في رواندا اليوم الإثنين حكمًا بإدانة بول روسيساباغينا، الرجل الذي أشيد ببطولته في فيلم من أفلام هوليود يتحدث عن الإبادة الجماعية في البلاد عام 1994، بتهم متعلقة بالإرهاب.

وقالت القاضية بياتريس موكامورينزي: "يجب إدانتهم بالذنب لأنهم جزء من تلك الجماعة الإرهابية... هاجموا أشخاصًا في منازلهم وحتى في سياراتهم على الطريق".

وينفي روسيساباغينا (67 عامًا) الاتهامات ويقول إنه تعرض للخطف من دبي هذا العام ليمثل للمحاكمة.

وعارض المتهم الرئيس بول كاغامي من المنفى. وجسد دوره الممثل الأميركي دون تشيدل في فيلم فندق رواندا الذي تحدث عن مذابح الإبادة الجماعية في البلاد.

ويروي فيلم "فندق رواندا" الذي أنتجته هوليود في عام 2004 كيف تمكن هذا المعتدل، المنتمي لعرقية الهوتو، من إنقاذ حياة أكثر من ألف شخص لجأوا إلى الفندق الذي كان يديره في العاصمة خلال الإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص غالبيتهم من التوتسي، في 1994.

وكانت محاكمة روسيسباغينا (67 عامًا) دارت في كيغالي من فبراير/شباط إلى يوليو/تموز، مع عشرين آخرين، لمساندته جبهة التحرير الوطنية المتمردة والمتهمة بشن هجمات دامية في رواندا، خلفت تسعة قتلى في 2018 و2019. ويواجه تسع تهم، من بينها "الإرهاب".

وقاطع روسيسباغينا ومحاموه جلسات المحكمة منذ مارس/آذار، منددين بمحاكمة "سياسية" أمكن إجراؤها بعد "خطفه" الذي نظمته السلطات الرواندية.

من جهتها، أعربت الولايات المتحدة التي منحته وسام الحرية الرئاسي عام 2005 والبرلمان الأوروبي وبلجيكا التي يحمل جنسيتها عن قلقها حيال ظروف اعتقاله وعدالة المحاكمة.

ومطلع سبتمبر/أيلول، قال الرئيس الرواندي بول كاغامي، في رده على الانتقادات في مقابلة تلفزيونية: إن روسيسباغينا يحاكم بتهمة "إزهاق أرواح روانديين بسبب أفعاله وبسبب المنظمات التي ينتمي إليها أو التي يقودها".

وأضاف: "الأمر لا يتعلق بالفيلم (...) وبشهرته"، مؤكدًا أنه ستتم "محاكمته بأكبر قدر ممكن من الإنصاف".

اعتقال أم "خطف"؟

وكان النطق قد تم تأجيله لمدة شهر. وتم طرد المحامي البلجيكي لروسيسباغينا في اليوم التالي، واتهمته السلطات بأنه جاء للعمل بتأشيرة سياحية.

ومدير الفندق السابق هو معارض لبول كاغامي منذ أكثر من عقدين ويتهمه بالاستبداد وبإذكاء المشاعر المعادية للهوتو.

وسمحت شهرته في هوليود بإعطاء صدى عالمي لمواقفه المناهضة للنظام.

وكان بطل "فندق رواندا" يعيش في المنفى بين الولايات المتحدة وبلجيكا منذ عام 1996، وتم توقيفه في كيغالي في ظروف غامضة، بعد خداعه وجعله يستقل طائرة ظنّ أنها متوجهة إلى بوروندي.

وأقرت الحكومة الرواندية أنها "سهلت الرحلة" إلى كيغالي، لكنها أكدت أن الاعتقال كان "قانونيًا" و"لم تُنتهك حقوقه أبدًا".

وأسس روسيسباغينا في 2017 الحركة الرواندية الديموقراطية للتغيير التي يُعتقد أن لها جناحًا عسكريًا يدعى جبهة التحرير الوطنية، لكنه نفى أي تورط له في الهجمات التي نفذتها هذه المجموعة في 2018 و2019 وخلفت تسعة قتلى.

كما تضاربت الشهادات حول دوره خلال المحاكمة التي استمرت خمسة أشهر.

وقال متحدث باسم جبهة التحرير الوطني: إنه "لم يصدر أوامر لمقاتلي جبهة التحرير الوطنية". وأكد متهم آخر أن جميع الأوامر كانت تأتي منه".

"سجين سياسي"

من جانبه، اعتبر جان بيير هاباروريما، وهو أحد المدعين العامين، أن روسيسباغينا "بصفته زعيم الحركة الرواندية الديموقراطية للتغيير/جبهة التحرير الوطنية وداعمًا ومؤيدًا لها، شجع وسمح للمقاتلين بارتكاب هذه الأعمال الإرهابية ضد رواندا".

ونددت عائلة روسيسباغينا وأقاربه بالمحاكمة التي تعد "مهزلة من البداية إلى النهاية" وهي "مسرحية أخرجتها الحكومة الرواندية لإسكات أي منتقد وإحباط أي معارضة في المستقبل"، بحسب مؤسسة فندق رواندا التي تدعمه.

وقالت ابنته بالتبني كارين كانيمبا في يونيو/حزيران: "والدي سجين سياسي... تستهدفه تهم مختلقة ولم يتم تقديم أي دليل ضده في المحكمة".

المصادر:
رويترز، أ.ف.ب
شارك القصة