بعد التوتر الأخير.. ما حقيقة دعوة روسيا إلى تطهير ألمانيا من النازية؟

روّج محبو وعشاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنشور يزعم أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال: "إن تطهير ألمانيا من النازية هو القادم ولم يكتمل خلال الحرب العالمية". 

وقد نسب بعضهم التصريح للمتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا مع قليل من التحريف حيث زعموا أنها قالت: "لم يتم تطهير ألمانيا من النازية بالكامل، وإذا لم تغير ألمانيا نهجها الحالي فستواجه عواقب وخيمة". 

تصريح زائف

ولا شك في أن هذا الكلام خطير جدًا، وينذر بحرب عالمية ثالثة لو كان صحيحًا. لكن هذا التصريح زائف وعار تمامًا من الصحة ولم يدل به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ولا الناطقة باسمه ماريا زاخاروفا.

والصحيح هو أن هناك أزمة وتوترا في العلاقات بين موسكو وبرلين، حيث استدعت روسيا السفير الألماني لديها بعد أن نشرت رئيسة قناة "آر تي" الروسية "مارغاريتا سيمونيان" تسجيلًا صوتيًا مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون في 19 فبراير/ شباط الماضي قصف شبه جزيرة القرم الخاضعة لسلطة روسيا منذ 2014.

تسريب يبيّن "نوايا ألمانيا"

أما عن التصريحات الحقيقية التي سبقت انتشار هذا التصريح الزائف، فجاءت خلال مهرجان الشباب العالمي في مدينة سوتشي، حيث صرحت زاخاروفا بأن برلين ملزمة بتقديم أجوبة على الأسئلة التي طرحها التسريب الأخير الذي بيَّن نوايا ألمانيا، وأن المتحدثين ناقشوا حرفيًا تنفيذ هجمات إرهابية ضد جسر مدني.

وقالت زاخاروفا: "إن المتحدثين ذكَّروا بعضهم بأمجاد القوات الجوية النازية خلال الحرب العالمية الثانية حيث لا تزال حية في مخيلتهم ومستعدون لتطبيقها".

وقالت: إن "هذا المنطق هو ما يدفع ألمانيا لصرف التعويضات للناجين من حصار مدينة ليننغراد من اليهود، ولا تدفع لجنسيات أخرى كالروس والأرمن وممثلي القوميات الأخرى".