Skip to main content

بعد الزلزال المدمر.. قصة قرية صيد يابانية صمدت بوجه الكارثة

الثلاثاء 9 يناير 2024
يفوق سن معظم سكان أكاساكي اليابانية 65 عامًا - منصة إكس

صمدت قرية صيد صغيرة في وجه الزلزال الذي ضرب اليابان يوم رأس السنة، بفضل الهندسة المعمارية الذكية التي يعود تاريخها إلى عقود.

فبينما تخلخلت بعض الأسقف إلا أنه لم ينهر أي من مباني أكاساكي، وعددها حوالي 100، عندما ضرب زلزال قوته 7.5 درجات اليابان، وكان مركزه على مسافة كيلومترات فقط منها.

كيف شُيدت مباني أكاساكي؟

بعد الزلزال، قاد ماساكي ساتو سيارته مسافة 300 كيلومتر من منزله في طوكيو إلى أكاساكي لتفقد المنزل الذي يملكه منذ العام 2017 وبُني قبل 85 عامًا ويديره كمنزل ضيافة صيفي.

وقال الرجل البالغ 43 عامًا لوكالة "فرانس برس": "يقع المنزل على مساحة ضيقة جدًا من الأرض، ويضم المبنى غرفًا صغيرة مع العديد من الأعمدة" ما يجعله أكثر متانة.

وللصمود أمام الأمطار الغزيرة والثلوج ورياح المحيط التي تضرب سواحل بحر اليابان، لا يوجد في منزل ساتو وفي معظم المنازل الأخرى في أكاساكي سوى عدد قليل من النوافذ الزجاجية.

أما جدرانها الخارجية، فمصنوعة من ألواح خشب متينة موضوعة بشكل أفقي. وتدعم الهيكل عوارض سميكة تتقاطع مع السقف. 

وبحسب السلطات، فإن الزلزال والهزات الارتدادية العديدة التي تلته أسفر عن مقتل 168 شخصًا على الأقل، فيما لا يزال 323 في عداد المفقودين، لكن لم يقع أي ضحية في هذه القرية المتماسكة.

وحتى أمواج التسونامي الناجمة عن الزلزال لم تصل إلى المنازل في أكاساكي، إذ إنها مبنية على أرض مرتفعة قليلًا بأعمدة إسمنتية تحميها من البحر.

هذه القرية اليابانية تبدو أنها غير قابلة للتدمير - إكس

وقال ساتو "شعرت بارتياح كبير لأن القرية ما زالت قائمة.. أعتقد أن الفضل في ذلك يعود إلى تصميم المنازل".

بدوره، قال الصياد سييا شيناغاوا (78 عامًا) وهو أحد سكان القرية إن الحال كانت نفسها في كل أنحاء القرية، حيث "تصميم المنازل هو نفسه تقريبًا".

وأضاف قائلًا: "تقليديًا، تتكوّن من سقيفة تواجه الساحل، وتحمي من الرياح، وخلفها منزل رئيسي ضيق".

وأشار إلى أن هذا التصميم يعود إلى الأيام التي كان فيها كل صياد يطلق قاربه من سقيفته مباشرة إلى البحر.

لكن عندما اندلع حريق دمّر جزءًا كبيرًا من القرية أواخر الثلاثينيات، أعاد السكّان بناء المنازل بتصميم موحد وأكثر متانة.

مع ذلك، فإن قرية أكاساكي التي تبدو أنها غير قابلة للتدمير، تواجه مشكلة منتشرة على نطاق واسع في اليابان وهي شيخوخة السكان، حيث تفوق سن معظم سكان البلدة 65 عامًا ويعيش العديد منهم بمفردهم.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة