Skip to main content

بعيدًا عن أثر السنين.. هل يمكن للتوتر أن يعجّل شيب الشعر؟ 

السبت 6 مايو 2023

يسود اعتقاد "راسخ" بأن شيب الشعر هو أكثر من مجرد مسألة وقت وعمر، بل إنه أمر قد تحتمه تجارب الحياة. 

ولكن هل يمكن أن تغير تجربة حياة الشخص لون شعره حقًا وفقًا للعلم؟ 

الإجهاد يسرّع شيب الشعر

بحسب موقع "لايف سينس"، فبينما يتلاشى لون الشعر بشكل طبيعي بمرور الوقت، فإن بعض العوامل قد تسرع هذا التغيير، بما في ذلك الإجهاد والتوتر. 

والإجهاد هو رد فعل طبيعي للضغوط اليومية، ولكن يمكن أن يصبح مشكلة حقيقية عندما يحول دون أداء الفرد لوظائفه اليومية، وفقًا لجمعية علم النفس الأميركية.

وينقل الموقع عن الباحث في تساقط الشعر ورئيس الجمعية العالمية لعلوم الشعر، ديفيد كينجسلي قوله: "إن الإجهاد ليس السبب الرئيس للشيب"، موضحًا أنّ الجينات تقرر إلى حد كبير متى يصبح الناس شيبًا.

إلا أنّه يشير إلى أنّ "الإجهاد قد يسرع" عملية الشيب، متحدّثًا عن تأثير للإجهاد غير المباشر كذلك، باعتبار أنّ "سوء التغذية ومشاكل الغدة الدرقية وعدم التوازن الهرموني وفقر الدم، كلّها أسباب قد تؤثر على تصبغ الشعر".

استنفاد الخلايا الصباغية

ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "نايتشر" عام 2020، يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى استنفاد خلايا تصبغ الشعر المعروفة باسم الخلايا الصباغية في الفئران. ويتم إنتاج الخلايا الصباغية بواسطة الخلايا الجذعية التي تعيش في بصيلات الشعر.

تحدد العوامل الوراثية متى يتحوّل الشعر إلى اللون الرمادي لكن الإجهاد قد يسرّع ذلك- تويتر

ورغم أن هذه النتائج لا يمكن بالضرورة تطبيقها على البشر، وجدت دراسة أجريت عام 2021 في مجلة "إي لايف" أن الإجهاد يمكن أن يتسبب أيضًا في تحول الشعر إلى اللون الرمادي لدى البشر، باستثناء أن التغيير ليس دائمًا.

العودة إلى الوراء

طُلب من المشاركين الذين لديهم بعض الشعر الرمادي أو "الشعر ذي اللونين" تسجيل تجاربهم ومستويات التوتر لديهم خلال الأشهر الأخيرة. ووجدوا أن التجارب المجهدة مثل فقدان الوظيفة مرتبطة بالشيب. ومع ذلك، فإن إزالة عامل الضغط يمكن أن يعكس الشيب.

وقال المؤلف الرئيسي مارتن بيكارد، وهو طبيب أعصاب بجامعة كولومبيا: "كان هناك فرد واحد ذهب في إجازة، وعادت خمس شعيرات على رأس ذلك الشخص إلى اللون الداكن خلال الإجازة". 

واعتبر بيكارد أنّه من الواضح أن الذي يحدد متى يتحول لون الشعر إلى الرمادي هو أكثر من علم الوراثة. 

ولفت بيكارد في حديثه لموقع "لايف سينس" إلى وجود تباين كبير في الوقت الذي يكون فيه الأشخاص شيبًا، من الثلاثينيات إلى الثمانينيات من العمر، متسائًلا لماذا يتحول لون شعرة قبل الأخرى طالما تملكان الجينوم نفسه وتتعرضان للظروف ذاتها. 

لا يؤثر التوتر على لون الشعر فحسب بل يمكن أن يطال كثافته- تويتر

وبناءً على نماذج رياضية، اقترح بيكارد وزملاؤه أن الشعر يحتاج للوصول إلى مرحلة ما ليتحول إلى اللون الرمادي. فعندما يقترب الشخص من مرحلة منتصف العمر، يمكن أن يدفع التوتر الشعر للتحول نحو الرمادي.

التوتر وتساقط الشعر

ولا يؤثر التوتر على لون الشعر فحسب بل يمكن أن يطال كثافته. وكان الدكتور أشرف البدوي، أستاذ الأمراض الجلدية والليزر في المعهد القومي لعلوم الليزر في جامعة القاهرة ورئيس الجمعية الأوروبية لتجميل الجلد قد أوضح في حديث سابق إلى "العربي" من القاهرة أن التوتر والأرق واضطراب النوم، عوامل تؤدي إلى تساقط الشعر.

كما يتسبب نقص الحديد في الجسم أو الخلل الهرموني أو الخلل في الغدة الدرقية في تساقط الشعر. وأوضح البدوي أن اتباع حمية غذائية قاسية يسبب تساقط الشعر بسبب نقص الفيتامينات والمعادن والمغذيات.

ولفت إلى تأثير بعض العادات السيئة على صحة الشعر. وقال: "إن إجهاد العين وخلل النظر والنظر إلى شاشة الهاتف في الليل تسبب تساقط الشعر"، مشيرًا  إلى تأثير صبغات الشعر على تساقطه. 

كما تتنوع أسباب القشرة في الشعر بين الفطريات أو التحسس لنوع من المستحضرات. 

وقد يؤدي التعرض المفرط لأشعة الشمس إلى تلف الشعر وفروة الرأس، بحسب البدوي. وقد حذّر من أضرار الكلور الذي يوضح في أحواض السباحة على الشعر. وأكّد البدوي أن الاهتمام بالصحة العامة هو أفضل لصحة الشعر من استخدام المستحضرات الموضعية.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة