Skip to main content

بُعيد توجيه نتنياهو دعوة للهدوء.. تجدّد الصدامات في الأراضي الفلسطينية

الأحد 25 أبريل 2021
أصيب 12 شابًا خلال اعتداء قوات إسرائيلية على الفلسطينيين في محيط البلدة القديمة

بعد ساعات من توجيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة إلى الهدوء، تجدّدت الصدامات في القدس المحتلة مساء السبت بين شرطة الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين في أوسع اشتباكات تشهدها المدينة المقدّسة منذ سنوات.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، بأن " 12 شابًا أصيبوا خلال اعتداء قوات إسرائيلية على الفلسطينيين في محيط البلدة القديمة".

وأضافت أنه "تمّ نقل إحدى الإصابات لمستشفى المقاصد لتلقي العلاج"، من دون أن توضح حالات المصابين.

وكانت الشرطة الإسرائيلية نشرت مساء السبت المئات من عناصرها في محيط البلدة القديمة منعًا لوقوع مواجهات مماثلة لتلك التي دارت في الأيام الأخيرة.

لكن، بعد صلاة العشاء، وقعت مناوشات خفيفة عند باب العمود، أحد المداخل الرئيسية المؤدّية إلى حرم المسجد الأقصى، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت الشرطة الإسرائيلية: إنّ حوالي 100 فلسطيني ألقوا حجارة وزجاجات حارقة باتجاه معبر قلنديا الذي يصل بين القدس والضفة الغربية.

نتنياهو يدعو إلى الهدوء

وعلى الصعيد السياسي، أكد نتنياهو أنّ الجيش الإسرائيلي "مستعد لكل السيناريوهات" فيما يخصّ غزة بعد إطلاق نحو ثلاثين صاروخًا من القطاع الفلسطيني المُحاصَر باتجاه الأراضي المحتلّة.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نريد قبل أي شيء ضمان احترام القانون والنظام العام"، مردفًا: "نطالب الآن باحترام القانون وأدعو جميع الأطراف إلى الهدوء".

وتابع: "نحافظ على حرية العبادة كما نفعل كل عام، لجميع سكان القدس وزوارها"، في إشارة إلى الصلاة خلال شهر رمضان في حرم المسجد الأقصى.

وكانت أعنف الصدامات دارت مساء الخميس بعد تظاهرة ليهود متشدّدين هتفوا خلالها "الموت للعرب" أمام باب العمود. وسار الفلسطينيون ردًّا عليها بتظاهرة احتجاجية في القدس المحتلة، حيث حصلت خلالها المواجهات مع الشرطة.

وحاولت الشرطة صدّ الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة نحو مئة منهم ونحو عشرين عنصر أمن.

من جهتها، أعربت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن دعمها لفلسطينيي القدس وهدّدت إسرائيل.

الضفة الغربية تنتفض نصرةً للقدس

وفي وقت تشتد فيه المواجهات بين سكان المدينة الفلسطينيين من جهة، والجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة ثانية، شهدت عدة محافظات فلسطينية في الضفة الغربية، مساء السبت، مسيرات دعم وإسناد لمدينة القدس.

وانطلقت مسيرات في أواسط المدن، ووصلت إلى الحواجز الإسرائيلية، حيث دارت مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

وفي غضون ذلك، أصيب 3 فلسطينيين، بحالات اختناق، مساء السبت، إثر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، أن "3 إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وصلت إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس".

وانطلقت مسيرة وسط نابلس، عقب أداء صلاة التراويح، ووصلت حاجز حوارة جنوبي المدينة، حيث اندلعت مواجهات مع الجنود الإسرائيليين.

كما شهد حاجز البيرة الشمالي (وسط) مواجهات متفرقة، أغلق خلالها شبان فلسطينيون الطريق الرئيسية قرب مستوطنة "بيت إيل"، فيما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، من دون تسجيل إصابات.

وفي الخليل، جنوبي الضفة، شارك المئات في مسيرة وسط المدينة، تطورت إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، دون أن تسفر عن وقوع إصابات.

صواريخ وقصف في غزة

وأطلق مساء الجمعة 36 صاروخًا من قطاع غزة على إسرائيل وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

واعترضت منظومة القبة الحديدية ستة صواريخ، بينما سقطت أخرى في مواقع خالية من السكان.

وردًّا على إطلاق الصواريخ، قصفت إسرائيل بالدبابات مواقع في غزة، ثم نفذت غارات جوية بطائرات مروحية وطائرات قتالية على القطاع.

وذكر الجيش ومصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أنّ القصف طال مواقع لحركة حماس، وأخرى للتدريب تابعة للفصائل الفلسطينية المسلحة في مناطق متفرقة في مدن غزة.

ومساء السبت، أطلقت ثلاثة صواريخ من قطاع غزة اعترض أحدها منظومة القبة الحديدية المضادّة للصواريخ، وانفجر الثاني في أرض خلاء في حين سقط الثالث داخل القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح المسلح للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، في بيان، "مسؤوليتها عن قصف مستوطنات الاحتلال المحاذية للقطاع بعدة صواريخ فجر اليوم ردًا على عدوان الاحتلال في القدس". كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ عدة على جنوب إسرائيل.

وقالت الفصائل الفلسطينية المسلحة وبينها حماس وحركة الجهاد الإسلامي في بيان مشترك: إنها "لا يمكن أن تصمت على استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على أبناء شعبنا في القدس"، محذرة من أن "العدو باستمراره في انتهاك أقصانا والاعتداء على أهلنا في القدس يفتح على نفسه أبواب الجحيم".

من جهته، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان، "ما يقوم به المستوطنون والجماعات اليمينية المتطرفة بالتحريض على قتل العرب بحماية الجيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وما يقومون به من ملاحقات لأبناء شعبنا".

وأبدت الولايات المتّحدة الجمعة "قلقها العميق" إزاء "تصعيد العنف في القدس"، مؤكّدة إدانتها خطاب "الكراهية" بعد أن أطلق يهود متشدّدون هتافات مناهضة للفلسطينيين.

"تجنب المزيد من التصعيد"

وبدأت الاشتباكات في الأيام الماضية في القدس بعد أن منعت الشرطة الجلوس على الدرجات المحيطة بباب العمود حيث يتجمع الفلسطينيون عادة مساء خلال شهر رمضان.

وعندما أعلن يهود من اليمين المتطرف أنهم يريدون التظاهر بالقرب من البوابة الواسعة المطلة على القدس القديمة، رأى العديد من الفلسطينيين في ذلك استفزازًا ومحاولة للسيطرة على هذا الموقع الرمزي.

ودعا المبعوث الأممي الخاص للشرق الأوسط تور وينيسلاند، السبت، "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد".

وقال في بيان: "يجب أن تتوقف الأعمال الاستفزازية في القدس. إطلاق الصواريخ على نحو عشوائي على المناطق المأهولة بالسكان ينتهك القانون الدولي ويجب أن يتوقف على الفور".

وأدان الأردن المجاور الذي يشرف على الأماكن المقدسة الإسلامية في البلدة القديمة، "الهجمات العنصرية" الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية وحذر من "تبعاتها"، داعيًا إلى "تحرك دولي لحمايتهم".

واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على صفحته على "تويتر" السبت، أن "مسؤولية وقف الاعتداءات وفق القانون الدولي تقع على سلطات الاحتلال"، محذّرًا من أن "القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار".

ومنذ مساء الخميس، تشهد مدينة القدس مواجهات عنيفة بين فلسطينيين من جهة، والشرطة ومستوطنين إسرائيليين من جهة أخرى، أسفرت عن إصابة أكثر من 100 فلسطيني.

وتأتي اعتداءات المستوطنين استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، ردًا على ما وصفوه بـ"هجمات شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين بالمدينة".

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة