Skip to main content

بين تكافؤ الفرص والأفضلية.. كيف "يرتبط" نجاح الفرد بطبقته الاجتماعية؟

الأربعاء 28 أبريل 2021

شكّلت المؤهلات الأكاديمية للأفراد دومًا مؤشّرًا على التمتع بحياة مهنية ناجحة، فالتفاوت الاجتماعي والاقتصادي وفق دراسات عدة يؤثر في خارطة التحصيل العلمي للأفراد ومستوياته وفرص النجاح في الحياة العملية، بعيدًا عن عاملي الموهبة والطموح.

وقد كشفت نتائج دراسة بريطانية على سبيل المثال أن ثروة الوالدين تمنح الطفل فرصة لتعليم عالي المستوى ووظيفة براتب ممتاز مستقبلًا، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل بشأن تأثير الانتماء إلى طبقة اجتماعية ما على فرص التوظيف أو النجاح في الحياة العملية.

من جهة أخرى، أشار بحث أجراه معهد ييل لإدارة الأعمال إلى أن شركات التوظيف تعمل على تقييم الوضع الاجتماعي للمرشح للوظيفة بدقّة استنادًا إلى أنماط الكلام القصيرة على سبيل المثال، بل ويتم تفضيل الباحثين عن العمل من الطبقات الاجتماعية العليا لتعرض عليهم رواتب أعلى من نظرائهم عقب مقابلات التوظيف.

ولأنّ الأمر هنا يخالف مبدأ تكافؤ الفرص ويكرّس عامل الأفضلية، تُطرح علامات استفهام، فإلى أيّ حد تؤثر الخلفية العائلية في النجاح المهني؟ وهل يرتبط نجاح الفرد في حياته العملية بانتمائه لطبقة اجتماعية معينة؟

الطبقة الاجتماعية للعائلة تؤثر على نجاح الفرد

يرى أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية إلياس مطر أنّه لا يوجد إجابة محددة على هذه التساؤلات، وإن كان يعتقد أنّ الطبقة الاجتماعية للعائلة هي العامل الأكبر المؤثر في نجاح الفرد مهنيًا.

ويشير مطر، في حديث إلى "العربي"، إلى سلسلة من العوامل المتداخلة على هذا الصعيد، من الخلفية العائلية الطبقية إلى الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والمهنية. إلا أنّه يؤكد وجود عوامل أخرى مؤثّرة، على رأسها الجهد والعمل الفرديان يضاف إلى ذلك الموهبة، كما أنّ هناك أيضًا الحظ أو الفرص.

ويوضح أنّ الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية وحتى الصحة الشخصية تؤثّر على نجاح الفرد، إضافة إلى مؤثرات أخرى، ويضيف: "علينا أن نفكر قليلًا ماذا يعني النجاح أو الصعود في السلم الاجتماعي".

الأفضلية للمنتمين لعائلات ميسورة الحال

من جهته، يؤكد أستاذ إدارة المعرفة والتنمية المستدامة علام النور عثمان أحمد أنّ الأفضلية في النجاح مهنيًا في العالم العربي هي للأفراد المنتمين لعائلات ميسورة الحال.

ويوضح عثمان أحمد، في حديث إلى "العربي"، أنّ الأزواج الذين يتقلدون مناصب عليا أو مهن راقية يؤثرون في خيارات أبنائهم المستقبلية.

وإذ يشير إلى أنّ نظام الواسطة يحطم آمال الشباب في النجاح مهنيًا، يشدّد على وجوب رفع التحدي.

ويقرّ بأنّ معظم الدراسات تؤكد أنّه كلما كان الوضع الاجتماع أفضل، كلما كانت فرصة تلقي تعليم أفضل وبالتالي نجاح مهني أكبر، إلا أنّه يشير إلى أنّ ذلك لا يعني أنه لا يمكن للفرد أن يبرز أكاديميًا ومهنيًا بمعزل عن وضعه الاجتماعي.

المصادر:
العربي
شارك القصة