تاريخ المواجهات بين حزب الله وإسرائيل.. من عام 1982 إلى حرب تموز 2006
تمتلك المواجهات بين حزب الله وإسرائيل تاريخًا طويلًا من الحروب والعمليات، بدأت منذ نشأة المقاومة الإسلامية في لبنان وصولًا إلى يومنا هذا.
وتعود هذه التوترات اليوم إلى الحدود اللبنانية الجنوبية، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات ومواقع إسرائيلية، وردّ الاحتلال بعدوان على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
فما هو تاريخ المواجهات بين حزب الله وإسرائيل؟
الانسحاب من بيروت
في الخامس من يونيو/ حزيران عام 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان، وكان الظن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون سيحتل نحو 30 كيلومترًا من الجنوب اللبناني لمنع وصول قذائف المقاومة الفلسطينية إلى مستوطناته.
لكن الجميع تفاجأ بغزوٍ كبيرٍ للأراضي اللبنانية، حيث احتلت أكثر من ألف دبابة وآلاف من الجنود الإسرائيليين المناطق الجنوبية الحدودية، من بنت جبيل إلى حاصبيا.
وأحرقت قوات شارون مدينة صور الساحلية التي فرّ أهلها منها، وحاصروا مدينة صيدا، وأمطروا مدن وقرى الشوف بالقذائف، كما وصلوا إلى مناطق في البقاع اللبناني، وما إن بلغوا العاصمة بيروت حتى حاصروها محتلين الجزء الغربي منها.
وبعد شهرين، أي في أكتوبر/ تشرين الأول من ذات العام، انسحب الجيش الإسرائيلي من بيروت على وقع المقاومة المتصاعدة في وجهه، مبقيًا على قواته في الجنوب وتحديدًا عند نقطة نهر الليطاني أي بعمق 35 كيلومترًا في الداخل اللبناني.
تأسيس حزب الله
في هذه الأثناء، بدأت تتشكل نواة جديدة للمقاومة ليخرج بيان عام 1982 معلنًا تأسيس المقاومة الإسلامية في لبنان التابعة لـ"حزب الله".
لكن الإعلان الصريح عن نشأة الحزب وإعلان أهدافه بطرد المحتل الإسرائيلي وحلفائه من لبنان فكان عام 1985.
وفي العام التالي، أي في 1986، أعلنت إسرائيل فقدان الجندي رون آراد الذي يعتقد أن عناصر من حركة أمل اعتقلوه بعد إسقاط طائرته العسكرية، ليسلم لاحقًا إلى "حزب الله".
وفي 16 فبراير/ شباط عام 1992 اغتالت إسرائيل الأمين العام السابق لحزب الله عباس الموسوي، ليستلم من بعده حسن نصر الله أمانة الحزب.
حرب "تصفية الحساب"
وفي يوليو/ تموز 1993، وردًا على صواريخ حزب الله تجاه المستوطنات الشمالية، أعلنت إسرائيل عن حرب أطلقت عليها اسم "تصفيه الحساب".
فهاجمت برًا وجوًا مناطق في جنوب لبنان ووسطه وشماله وحتى ضواحي بيروت.
هذه الحرب دامت 7 أيام، وراح ضحيتها 120 شهيدًا لبنانيًا، بينما قتل فيها 26 إسرائيليًا.
حرب "عناقيد الغضب"
أما في 9 أبريل/ نيسان 1996، فقد قتلت إسرائيل شابًا وأصابت آخرين في الجنوب اللبناني، فردّ حزب الله على هذه العملية بقصف مستوطنات "نهاريا" و"كريات شمونة".
وأوقع الحزب في عمليته هذه عددًا من الجرحى وفق الإعلام الإسرائيلي، وبعد يومين أغارت إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت موقعة عددًا من الشهداء.
فعمد بعدها حزب الله إلى قصف مستوطنات الشمال، لتردّ إسرائيل بارتكاب مجازر عدّة أبرزها مجزرة قانا في حرب أطلقت عليها اسم "عناقيد الغضب".
الانسحاب الإسرائيلي
وأمام ضغط المقاومة اللبنانية، أعلن الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 انسحابه من جنوب لبنان بعد احتلال دام 18 عامًا يقدر عدد من استشهد خلاله بنحو 20 ألفًا من اللبنانيين والفلسطينيين وحتى السوريين، بينما قتل للجيش الإسرائيلي قرابة 350 جنديًا حسب اعترافاته.
إنما لم تمض سوى أشهرٍ قليلة حتى أعلن "حزب الله" يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2000، عن أسره 3 جنود إسرائيليين في منطقة هاردوف في كمين لدورية إسرائيلية.
بعد 4 سنوات، سلم الأسرى جثثًا للإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى الحزب.
بعد ذلك بعامين، هاجم حزب الله إثر الانتفاضة الثانية مواقع إسرائيلية لكن تل أبيب اكتفت بقصف المناطق الحدودية.
"حرب تموز"
وفي 12 يوليو/ تموز 2006، هاجم حزب الله دورية للجيش الإسرائيلي فاختطف جنديين اثنين وقتل 3، ليشنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية استمرت 34 يومًا.
وعرفت هذه الحرب باسم "حرب تموز"، واستشهد فيها أكثر من 1300 لبناني.
منذ ذلك الحين، مرّت العلاقة بين إسرائيل وحزب الله بتوترات متعددة أبرزها في يناير/ كانون الثاني عام 2015 مع اغتيال تل أبيب القيادي في الحزب عماد مغنية في سوريا.
وفي عام 2021، شنّت إسرائيل غارات على مناطق في الجنوب اللبناني ردًا على إطلاق صواريخ.